نظّمت مجموعة العمل المغربية لمساندة العراق وفلسطين مساء الخميس بعاصمة المملكة المغربية الرّباط وقفة تأبينية للمناضل الجزائري والمغاربي الرّاحل عبد الحميد مهري حضرتها شخصيات سياسية من المغرب والجزائر وتونس وليبيا. كانت هذه الوقفة التأبينية مناسبة للمصالحة بين بعض أطياف الطبقة السياسية المغربية التي (وحّدها) مهري ميتا، وهو الذي ظلّ يدعو إلى الوحدة حيّا· وأكّدت مجموعة العمل المغربية لمساندة العراق وفلسطين في كلمة بالمناسبة أن الرّاحل مهري كان (رمزا له مكانته الخاصّة في مسلسل النّضال من أجل استقلال الجزائر)، حيث (اضطلع بأدوار أساسية في دبلوماسية الثورة الجزائرية وكان مدافعا شرسا عنها)، وأضافت أن هذا التأبين لشخصية جزائرية من حجم المناضل مهري يشكّل مناسبة للوقوف على أهمّية الوحدة التي جمعت المغاربة والجزائريين في الماضي في مقاومة الاستعمار)· الرّاحل عبد الحميد مهري استطاع أن يوحّد كذلك كلّ أنواع الطيف السياسي المغربي بالرغم من الاختلاف في وجهات النّظر، حيث حضر اليساريون بكلّ تشكيلاتهم والإسلاميون بكلّ توجّهاتهم· حفل التأبين جمع عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية بمحمد الحمداوي، عضو مجلس الإرشاد لجماعة العدل والإحسان، بعد جفاء بين (الإخوان) على خلفية توجيه رئيس الحكومة الاتّهام للجماعة بضلوعها في أحداث تازة الأخيرة عبر حوار شهير مع جريدة (الشرق الأوسط) اللّندنية· كما حضر الفقيه السلفي حسن الكتاني المفرج عنه مؤخّرا بموجب عفو ملكي بمناسبة عيد المولد النبوي، إلى جانب اليساري النقيب والمحامي عبد الرحمن بنعمرو ونبيل بن عبد اللّه ومحمد بنسعيد آيت يدر، وعناقه الحارّ مع عبد الإله بنكيران· وأوضحت كلمة مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين أن الرّاحل (وإيمانه بوحدة المغرب العربي شكّل لديه نقطة ارتكاز، حيث كان من أبرز من أطلق مبادرة شعبية لتوحيده سنة 2007، وهي المبادرة التي لقيت استجابة من المئات من مفكّري ونشطاء ومناضلي المنطقة بأقطارها الخمسة، مقترحا آليات تنقّلنا إلى وحدة متينة). واعتبرت باقي الشهادات أن رحيل الفقيد عبد الحميد مهري الذي وافته المنية مؤخّرا، يعتبر خسارة بالنّسبة للجزائر وجبهة التحرير الوطني، مشيدة بالمسار النّضالي والتاريخي والسياسي للفقيد، وأكّدت أن هذه الشخصية الوطنية والتاريخية الفذّة لطالما ناضلت من أجل المصالحة الوطنية مع التزامها بتوسيع دائرة المشاركة والمشاورة لكلّ الجزائريين، مشيرة إلى أن مهري كان من بين المدافعين الأوائل عن القضايا العربية وكلّ القضايا العادلة عبر العالم، وأبرزت كذلك خصال الفقيد الذي كرّس حياته للنّضال والجهاد في سبيل قضية الجزائر الوطنية قبل أن يساهم بعد الاستقلال مساهمة فعّالة في مرحلة بنائها من خلال مختلف المسؤوليات السياسية والحزبية التي تقلّدها· وحضرت حفل التأبين شخصيات مغاربية وقيادات وطنية سياسية ونقابية وجمعوية وحقوقية، فضلا عن أقارب الفقيد·