أعلنت مصادر رسمية أمس السبت أن مئات الأفغان خرجوا في مظاهرات جديدة لليوم الخامس على التوالي في أربع ولايات في أفغانستان، احتجاجا على إحراق مصاحف في قاعدة عسكرية أمريكية· وقالت مصادر حكومية وأمنية محلية إن تجمعات يضم كل منها مئات الأشخاص وسلمية نسبياً جرت في ولايات لوغار، وساري بول، وننغرهار، وولاية لغمان· وكان قد قتل 12 شخصا الجمعة في أكثر الأيام عنفا في احتجاجات اجتاحت أفغانستان ضد إحراق نسخ من المصحف في قاعدة تابعة لحلف شمال الأطلسي، بينما أعلنت حالة التأهب في الشرطة والجيش تحسبا لمزيد من المواجهات مع المتظاهرين· ومع هؤلاء القتلى ال12، ترتفع حصيلة الأيام الأربعة الأولى من التظاهرات إلى27 قتيلاً، بينهم جنديان أمريكيان، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس· وأصيب كذلك حوالي 100 شخص بجروح غالبيتهم بالرصاص· ويأتي غالبية ضحايا الجمعة، من ولاية هراة (غرب) وهي في العادة إحدى أكثر الولايات هدوءاً في البلاد، حيث قتل سبعة أشخاص بينهم شرطي وامرأة معظمهم (في تبادل لإطلاق النار)، كما أعلن محيي الدين نوري المتحدث باسم الولاية لوكالة فرانس برس· وقضى ثلاثة منهم، وبينهم الشرطي، عندما حاول محتجون التوجه إلى القنصلية الأمريكية في هراة، كما أضاف نوري· وقال نوري: (أصيب 50 آخرون معظمهم بطلقات نارية، في ولاية هراة)· وقد عمَّق إحراق المصحف في قاعدة (باغرام) شعور الأفغان بعدم الثقة إزاء قوات (الناتو) التي تحاول إعادة الاستقرار إلى أفغانستان قبل انسحاب القوات الدولية في 2014· وكانت قوات الأمن الأفغانية قد أطلقت أعيرة نارية في الهواء لتفريق المحتجّين الذين قاموا بإلقاء الحجارة على الشرطة، ورددوا شعارات مثل (الموت لأمريكا) و(يحيى الإسلام)، وذلك بُعيد خروجهم من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأزرق بالعاصمة الأفغانية كابول· كما تجمّع نحو 700 متظاهر بعد أداء صلاة الجمعة في مدينة جلال أباد شرقي البلاد ومنطقة غازني جنوب شرقي أفغانستان، مرددين شعارات مثل (كلنا سندافع عن القرآن)· وزعمت الشرطة في كابول إن متظاهرين مسلحين احتموا بالمحال في الجانب الشرقي من المدينة، حيث (أردوا متظاهرا قتيلا)؟!· وفي مظاهرة أخرى في كابول زعمت الشرطة إنها (غير متأكدة من أطلق النار على متظاهر آخر فقتله)؟!· وقال مسؤولون في وزارة الصحة ومسؤولون محليون إن سبعة متظاهرين آخرين قتلوا في إقليم هرات واثنان آخران في إقليم خوست ومتظاهر آخر في إقليم بغلان الهادئ نسبياً· وقد بدأت التظاهرات بعد صلاة الجمعة التي حث فيها الأئمة في كابول المصلين على الخروج إلى الشوارع والاحتجاج على حرق المصحف· وقال الملا محمد اياز نيازي في مسجد وزير اكبر خان: (يجب الكشف عن هوية من ارتكبوا هذه الجريمة وإعدامهم علناً)· وأضاف (أنتم لم تخونوا هذا البلد فحسب، بل إنكم تلاعبتم بعقيدة ومشاعر 1,7 مليار مسلم في العالم، ودنستم كتابهم المقدس· وكان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الموالي للاحتلال الأمريكي، قد تلقى رسالة اعتذار من باراك أوباما عن ما وصفه الأخير ب(الحرق غير المقصود) على حدّ زعمه، لنسخ من القرآن في قاعدة (باغرام) العسكرية شمالي كابول، وجدها مجموعة من العمال الأفغان أثناء جمعهم القمامة، وقد قبل الرئيس الأفغاني الموالي للاحتلال هذا الاعتذار وبرر بدوره جريمة حرق القرآن بأن مرتكبها (كان يجهل طبيعة فعله؟!) على حدّ زعمه· وطالب مواطنون أفغان مسؤولي حلف شمال الأطلسي بتقديم مرتكبي هذا الحادث للمحاكمة العلنية· ودعت الحكومة الأفغانية وقائد قوات الحلف الاطلسي الجنرال الامريكي جون الن، إلى (الهدوء وضبط النفس) في البلد الذي يشهد حرباً ضد طالبان منذ 10 سنوات· وقال الجنرال (إن العمل مع القيادة الأفغانية هو السبيل الوحيد لكي نتمكن من إصلاح هذا الخطأ الكبير وضمان عدم تكراره)· من جانبه، اعتبر رجل الدين الإيراني أحمد خاتمي أن الاعتذارات (عبثية)، مضيفاً أن العالم ينبغي أن يدرك أن الولاياتالمتحدة ضد الإسلام· وقال خاتمي إن حرق نسخ من القرآن لم يكن عملاً غير مقصود كما يزعم الأمريكيون، بل هو مقصودٌ وهناك نية لذلك· وأحرق جنود أمريكيون نسخاً من القرآن بعد مصادرتها من معتقلين في سجن قاعدة (باغرام) الأمريكية، وبرروا جريمتهم بالقول إنهم (اعتقدوا أنها تُستخدم لتمرير رسائل بين السجناء) على حد زعمهم، وهو العذر الذي لم يقنع أحداً·