أفادت مصادر موثوقة أن مجندين قدامى في الجيش الفرنسي يعتبرون أنفسهم مناهضين لما يسمى بحرب الجزائر سيشدون الرحال إلى الجزائر قريبا بهدف ملاقاة بمجاهدين وجمعيات جزائرية تربطهم بها علاقات تعاون، علما أن هؤلاء الجنود الفرنسيين أعلنوا جهارا رفضهم لممارسات الاستدمار الفرنسي بالجزائر· ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن أمين جمعية مجندين قدامى بالجزائر وأصدقائهم ضد الحرب ميشال برتيميلي قوله أن (هذه الرحلة ستأتي في أواخر سبتمبر أو مطلع أكتوبر وستسمح لحوالي 70 عضوا من جمعيتنا وأصدقاء الجزائر و(الأقدام السوداء) التقدميين الإلتقاء بمجاهدين وجمعيات نساعدها في عملياتها في عين المكان)· وأضاف المصدر ذاته أن هذه العملية تأتي خارج عمل تمويل الجمعيات الجزائرية التي تربطها علاقات مع جمعية مجندين قدامى بالجزائر· ويرى ستانيسلاس هوتين عضو بالجمعية أن الأمر يتعلق بمبادرة تهدف إلى تعريف الشباب بهذه (الحرب الإستعمارية التي لا جدوى منها حتى يكون موقفهم تجاه النزاعات واضحا)· وأضاف أن الفكرة الثانية من هذه الرحلة تتمثل في الإلتقاء بخصومنا السابقين والمجاهدين الحقيقيين الذين حاربوا بالجبال وهم ليسوا بأعدائنا كونهم كانوا يكافحون من أجل استقلال بلدهم)· ويرى السيد هوتين الذي أرسل إلى الجزائر في 1955 أنهم ليسوا محاربين وإنما مجندين قدامى وهو اختلاف بسيط في المعنى بحيث توجهوا إلى الجزائر مرغمين ومعارضين لهذه الحرب، مشيرا إلى أنه (واجه النماذج القاسية للجيش منها محاولة جمع المعلومات بكل الوسائل)· وقال (تطرقت إلى هذه النقاط بسرعة وكنت أول من ندد بالتعذيب بالجزائر كما تبقى هذه الذكريات في الوقت الذي نرفض فيه هذا الجزء من التاريخ ونقدم شهادات للشباب)· وبمناسبة هذه الرحلة والذكرى ال50 لاستقلال الجزائر من المقرر إصدار ديوان يجمع شهادات لقدامى المجندين في الجيش الفرنسي حول حرب الاستقلال في أفريل المقبل وسيرفق بشهادات لمجاهدين جزائريين· وأنشأت جمعية قدامى المجندين بالجزائر التي تضم 300 منخرط منهم 150 مجند قديم في الجيش الفرنسي سنة 2004 بهدف -انطلاقا من عمل ذاكرة حول حرب الاستقلال- التفكير والشهادة والعمل من أجل السلم· وأعضاء هذه الجمعية هم قدامى المجندين بالجزائر الذين يقبلون دفع مبلغ التقاعد للمناضلين في الجمعية والمنح من أجل إنجاز المشاريع التنموية لاسيما بالجزائر· وتم سنة 2011 التصويت على مساهمة مالية بمبلغ 10000 أورو لمساعدة النساء والشباب بتيزي وزو على تطوير نشاط اقتصادي محلي بفضل قروض تضامنية· وتقوم جمعية تويزة - تضامن لمرسيليا بهذا العمل في فرنسا بالإضافة إلى المراسلين الذين تتوفر عليهم جمعية قدامى المجندين بالجزائر· ولهذه الأخيرة علاقات أيضا مع جمعيات أحياء منها جمعية العقيد لطفي لمستغانم، حيث تساهم جمعية قدامى المجندين بالجزائر في تمويل تكوين الشباب سواء بدروس في اللغة الفرنسية والرياضيات والإعلام الآلي أو مبادرتهم لممارسة كرة القدم· واعتبر السيد بيرثيليمي أن هذه الأعمال تساهم في إرادة (لتصليح أو المبادرة بأشياء إيجابية بمنحنا)· وأضاف (أن المقاومة التي نقوم بها حاليا مضادة لهذا التزوير الذي يميز تاريخ الجزائر من طرف السلطة وكل هذه الجمعيات المحنة للجزائر الفرنسية)· من جهة أخرى، احتضنت العاصمة البلجيكية بروكسل، بحر الأسبوع المنقضي، ندوة خصصت لشهادات فاعلين ونشطين في الشبكة البلجيكية المناهضة للاستعمار الذين كانوا بفضل القناعة ورغم المخاطر من المدافعين والمساندين لحركة تحرير الجزائر في سعيها لاستعادة استقلالها الوطني· وقد عرف هذا اللقاء التاريخي الذي بادرت به جمعية (الصداقات البلجيكية الجزائرية) ببلدية سان جوزي التي كان رئيس بلديتها غاي كودال أحد أبرز الفاعلين في تلك الشبكة الداعمة تعاقب أهم النشطاء على التدخل أمام قاعة مكتظة عن آخرها ليقدموا شهادات وذكريات مؤثرة حول تلك الحقبة المميزة من حياتهم·