انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة غريبة وهي إقامة أبراج الهاتف النقال فوق أسطح التجمعات السكنية بالرغم من وجود دراسات عديدة تثبت الأخطار الكبيرة التي تسببها للأفراد المتواجدين والساكنين قربها· يهدد بعض الجزائريين خطرُ تعرضهم لأمراض خبيثة وسرطانية في ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم في مجال الاتصال، وذلك بظهور الهواتف النقالة التي أصبحت ضرورة حتمية لا يمكن للأشخاص الاستغناء أو التخلي عنها للأهمية التي تكتسيها في مختلف ميادين الحياة المتنوعة للأفراد· فقد أصبحنا نشاهد اليوم إقامة أبراج الهاتف النقال فوق أسطح التجمعات السكانية وذلك لتهافت الأشخاص لبناء أطول البنايات من أجل أن تستوفي شروط إقامتها عليها نظرا للأثمان المرتفعة التي يتلقوها جراء ذلك كما هو الحال في مختلف الأحياء بالعاصمة، من بينها حي شريف بيدي ببوروبة، باش جراح وبأحد الأحياء في درقانة وغيرها كثير، ناسين أو متناسين الأخطار الناتجة عن ذلك، ووفقا لدراسة ألمانية أثبتت أنه يمكن للأشخاص القاطنين قرب أبراج تقوية المحمول وعلى بعد 300 متر ولمدة 10 سنوات أن يصابوا بأمراض خطيرة وعديدة منها سرطان الثدي، البروستاتا، البنكرياس، والجلد والرئة ثلاث مرات أكثر من غيرهم الذين يسكنون بعيدا عنها· وهذا نظرا للإشعاعات القوية التي تخرج منها والتي تتراكم مخاطرُها على جسم الإنسان بمرور السنين لتسوء حالته فجأة بعد فشل أجهزة الجسم المناعية في الدفاع عنه· وللوقاية من مخاطر أبراج التقوية، نصحت كل الدراسات التي أجريت أن يتم إبعادها عن المناطق السكنية علي الأقل مسافة 400 متر وهذه تعتبر مسافة آمنة، مع العلم أنه ليس كل الأنواع لها نفس الضرر فكل حسب كمية الإشعاع الخارجة منه· وفي استطلاع قمنا به لأخذ بعض آراء المواطنين عن هذه الوضعية اتفقوا جميعهم أنه على السلطات التدخل للحد من هذه الظاهرة ومنع إقامتها قرب التجمعات السكنية ونقلها إلى أماكن خالية من السكان، إذ اعتبروها تجاوزا وتهديدا حقيقيا على حياتهم وحياة الأجيال القادمة· فابالاضافة إلى أخطار الأبراج، نجد هناك أيضا أخطار الإشعاعات الناتجة عن الهاتف النقال نفسه، فهي موجات كهرومغناطيسية وذلك لأنها تستخدم موجات الراديو لعمل واستقبال المكالمات· هذا وقد أجريت الكثير من الأبحاث لمعرفة مدى ضرر هذه الإشعاعات وذلك لكثرة استخدام الهاتف المحمول، إذ تعدى عدد المشتركين 4, 3 مليار شخص حول العالم· كما وأكدت العديد من منظمات الصحة المدنية خطورة هذه الإشعاعات على المدى البعيد والمتمثلة في ارتفاع طفيف في ضغط الدم وارتفاع حرارة المخ وقت الاستخدام واللذان يعودان إلى طبيعتهما بعد انتهاء المكالمة، بالإضافة إلى تعب بسيط مع طول الاستخدام· وقالت بعض الدراسات السويدية إنه يسبب ورما حميدا في العصب الثامن· ولتفادي كل هذه الأضرار التي نحن في غنى عنها يجب التقيد بالتعليمات التي تعمل على حمايتنا وحماية صحتنا المتمثلة علي سبيل المثال في منع الأطفال تحت سن الخامسة عشر من استخدام الهاتف النقال، وعدم تركه مشتعلا أو في الشاحن أثناء الليل وإبعاده على الأقل مسافة 50 سم من الرأس، بالإضافة إلى التقليل من الوقت وعدد المكالمات إلا للضرورة واستخدام السماعات (كيتمان) وغير ذلك· وتبقى الحكمة التي تقول درهم وقاية خير من قنطار علاج سارية في كل مكان وزمان ويجب على الإنسان العاقل العمل بها وعدم نسيانها أو إغفالها ما دام حيا·