اشتكى العديد من المسافرين على مستوى محطة القطار بالحراش من التصرف الغريب لأحد سائقي القطارات الكهربائية الذي كان متوقفا بالمحطة، والذي كان متوجها نحو العفرون، وهي الوجهة التي يقصدها العديد من المواطنين، خاصة القاطنين بكل من بلديات السمار وعين النعجة وبئر توتة، حيث أن هذا القطار ظل متوقفا أمام ناظري المسافرين لمدة خمس دقائق تقريبا، دون أن يتم فتح أبواب العربات ليصعد المسافرون على متنه، فإضافة إلى التأخيرات الكثيرة التي تسجل يوميا في مواعيد القطارات الكهربائية والاكتظاظ الكبير للمسافرين، أضيف لهؤلاء مشكل آخر، وهو رفض سائق القطار فتح الأبواب لصعودهم، والذهاب إلى بيوتهم بعد يوم كامل من العمل الشاق والمتعب· ولقد عبر العديد منهم عن استيائهم الشديد من هذه الحالة التي وصلوا إليها، إذ لا يمر يوم عليهم في المحطة دون وقوع مشكلة ما، كما أنهم تساءلوا كيف لقطار متوقف في المحطة أن يرفض صعود المسافرين، فإذا كان المسؤولون عن سير القطار لا يريدون صعود المسافرين، فلماذا سمحوا له بالتوقف أصلا في المحطة، فبعد التأخيرات والاكتظاظ داخل القطارات، هاهم السائقون يزيدونهم هما ومشاكل برفضهم فتح الأبواب· إذ يقول أحد المسافرين، إنه كان بصدد انتظار القطار القادم من محطة الجزائر باتجاه محطة العفرون للذهاب إلى منزله الكائن بعين النعجة، غير أنه وبمجرد دخوله إلى المحطة وصعوده إلى الرصيف، تفاجأ بوجود ذلك القطار على الرصيف المقابل، ليضطر هو ورفقة بعض المسافرين إلى العبور نحو الرصيف الذي يتواجد به القطار، غير أن أبواب القطار بقيت مغلقة في وجههم لمدة خمس دقائق كاملة، بعدها أكمل القطار رحلته دون أن يصعد واحد منهم، ليبقوا مندهشين من الأمر الذي حصل أمام أعينهم وأعين القائمين على المحطة، وليضطروا أيضا إلى انتظار القطار الموالي الذي سيكلفهم تضييع المزيد من الوقت· ليضيف آخر، بأنه لأول مرة ومنذ السنين الطويلة التي قضاها مسافرا عبر العديد من محطات القطار لم يشهد مثل هذا الوضع، ليتساءل أين هم المسؤولون، وأين هي حقوق المسافرين، فكيف لقطار متوقف بالمحطة يجبر المسافرين على انتظار قطار آخر، لا لسبب سوى رفض السائق فتح الأبواب، كما أن أكثر ما يعيب الكثير من المسؤولين هو عدم تبرير مثل هذه التصرفات اللامسؤولة للمواطنين· سيدة أخرى قالت إنها، تفاجأت كثيرا للأمر، خاصة وأنها كانت تظن بأنها ستصل باكرا إلى بيتها، أي قبل حلول الظلام، غير أن عدم الاكتراث واللامسؤولية، براحة وأمن وسلامة المواطن جبرها على الانتظار لمدة 45 دقيقة أخرى، وهي المدة التي وصل فيها القطار الآخر، لتتساءل إلى متى ستتواصل معاناتهم مع أسرع وأفضل وأحب وسيلة نقل في الجزائر، إلى متى يبقى المواطن وحده من يتكبد العناء، لتضيف أنها تتمنى في يوم من الأيام أن تصل إلى منزلها، بعد معاناة يوم كامل من الشغل، دون أن تقع مشكلة ما·