لازالت ظاهرة بيع المواد الغذائية بمختلف أنواعها في الأكياس السوداء متواصلة عبر بعض المقاطعات على الرغم من منع المصالح التجارية والبيئية لتلك الظاهرة المضرة بالصحة بالنظر إلى اشتمال الأكياس السوداء على بعض المواد الكيماوية السامة والخطيرة، إلى جانب تشويه تلك الأكياس للمنظر العام بعد رميها والتصاقها في كل مكان· فضلا على احتوائها على مواد خطرة وسموم تؤثر على صحة البشر وعلى المحيط والبيئة، وهو ما دفع المصالح المختصة إلى إقرار منذ سنوات سياسة تهدف إلى استئصال هذه الأكياس من الوجود في الجزائر إلا أنها لا تزال مستمرة في بعض النواحي وتستعمل في الغالب لتغليف المشتريات من المحلات· وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض باعة الخضر والمواد الغذائية للوقوف على أسباب استمرار ظاهرة الأكياس السوداء على الرغم من حظرها في السوق، ومنع استعمالها خاصة في بيع المواد الغذائية، فأجمع باعة الخضر والفواكه خاصة أنها أكثر عملية كما أن الزبائن يطلبونها بكثرة كونها رمزا للسترة قبل أن تكون أداة لنقل وتغليف السلع الخفيفة· وعن الأضرار التي تحملها على صحة المواطن وجدنا أن الكل يتجاهلونها ولا يقتنعون بها منهم التاجر عثمان الذي قال إن ثمن تلك الأكياس التي هي أقل من دينار جعل التجار يتهافتون عليها ويتعاملون مع تلك المصانع التي لازالت تنتجها في الخفاء بعد حظرها منذ سنوات خلت· أما السيد خالد بائع مواد غذائية فقال إنه يمتنع عن استعمال تلك الأكياس على الرغم من إقبال بعض التجار اللاشرعيين على محله وعرضها بأبخس الأثمان إلا أنه لا يغامر بصحة الزبون بالنظر إلى اشتمال تلك الأكياس على مواد مسمومة· وارتأينا أن نأخذ برأي الزبون كونه المعني الأول بالنتائج الوخيمة الناجمة عن استعمال الأكياس السوداء فأجمع جلهم أنهم في غالبية الأحيان يجبرون على تقبل تلك الأكياس بعد وضع البضاعة بها من طرف البائع وإرغامهم على أخذها بأكياس سوداء، منهم السيدة خديجة التي قالت إنه مع استمرار الظاهرة وبيع جل المواد الغذائية في تلك الأكياس الخطيرة على الصحة باتت تُجبر على إرفاق كيس قماشي معها لاقتناء السلع بالنظر لما شاع عن السلبيات المتعددة لتلك الأكياس والتي لا يتحمل بعض التجار توجيه ملاحظات بسببها وكأن الزبون هو الذي أخطأ في حقهم· نظير ذلك نجد أن بعض المقاطعات أبت إلا المحافظة على صحة المستهلك بعد أن راح تجارها إلى إلغاء الأكياس البلاستيكية وعوضوها بالأكياس الورقية في تعاملهم مع الزبائن لاسيما في ترويج الخبز كمادة أساسية حساسة جدا ما وضحه لنا خباز ببئر توتة الذي قال إنه مؤخرا دخلت تلك الأكياس حيز التطبيق على أن تعمم في كامل النواحي، وأضاف أن جل الزبائن تفاعلوا مع تلك الأكياس الأكثر حفظا لسلامتهم على خلاف البلاستيكية مهما تعددت ألوانها· وأرجع الكل استمرار تلك الظاهرة إلى تواصل إنتاجها من طرف بعض الناشطين في الخفاء وإعادة ترويجها في السوق بأبخس الأثمان مما أسال لعاب الكثير من التجار الذين يفضلون دفع صحة الزبون إلى الخطر بدل دفع بضعة دنانير إضافية لاقتناء أكياس صحية·