تزامنا مع بداية السنة راح العديد من التجار يعرضون سلعا تشارف على انتهاء صلاحيتها ومنها حتى من انتهت صلاحيتها، على الزبائن بأثمان بخسة على غرار بعض أنواع البسكويت والشكولاطة ذات النوعية العالية والتي كانت تعرض بأثمان خيالية· إلا أن اقتراب انتهاء صلاحيتها جعل أسعارها في الحضيض وفي متناول الجميع وانخفضت تلك التي كانت في حدود 300 و400 دينار إلى 100 دينار، إلى جانب البسكويت الذي عرف هو الآخر انخفاضا في أسعاره وليس سخاء من التجار وإنما لكون أن صلاحية تلك المواد قد شارفت على الانتهاء· لطالما اقترنت أواخر السنة بعرض مختلف المنتوجات بأبخس الأثمان وهي الفرصة التي ينتهزها الزبائن، وإن استحسن الأمر من ناحية الملابس والأواني فإن الأمر هو خطير إذا ما تعلق الأمر بمنتوجات غذائية تمس الصحة العامة كونها تشارف أو انقضت صلاحيتها، ما لمسناه على مستوى الأرصفة تزامنا مع انتهاء السنة المنقضية وحلول السنة الجديدة وما شهده خاصة آخر يوم من السنة المنصرمة، بحيث راح التجار إلى عرض كل شيء وأي شيء بأبخس الأثمان ما أسال لعاب الزبائن والمواطنين الذين تدافعوا على بعض الطاولات· ما شهده سوق بومرداس و بودواو و زموري..بحيث راح الباعة الفوضويون إلى عرض مختلف السلع الغذائية من شكولاطة وبسكويت بأبخس الأثمان وما يجعل الكثير من الشكوك تحوم هو أن تلك الأنواع هي جد راقية ولم تشهد انخفاضا من ذاك القبيل في الأول، إلا أن المتمعن في تاريخ إنتاجها يرى أنها ستخرج عن الصلاحية بعد أيام قلائل ومن تلك السلع حتى من انتهت صلاحيتها· ما أكده لنا بعض الزبائن الذي اقتربنا منهم على مستوى سوق بودواو منهم أحد السادة الذي قال إنه حقيقة جذبته تلك الأسعار البخسة لأنواع الشكولاطة الراقية إلا أنه بعد تفقد تاريخ إنتاجها ظهر له أنها سوف تنتهي صلاحيتها بعد مدة قصيرة مما أدى به إلى العزوف عن اقتنائها خاصة وأنه يتخوف من انعكاساتها السلبية على الصحة، وما أدهشه هو الإقبال الكبير للزبائن عليها وكانت غايتهم الاستمتاع بأذواق تلك الشكولاطة الراقية التي من الممكن أن تؤثر عليهم بالسلب· أما الشاب " رياض " صاحب ال 16 عاما فقال إنه بالفعل اشترى بعض أنواع الشكولاطة التي عرضت بأبخس الأثمان ولا يهمه انتهاء صلاحيتها فالمهم الاستمتاع بذوقها الطيب جدا والمرفق بحبات اللوز والجوز والفستق· إحدى السيدات قالت إن من تلك الحلويات ما استنفدت صلاحيتها مما يؤدي إلى تأثيرها البليغ على الصحة خاصة وأنها تعرض تحت أشعة الشمس في ظل غياب ضوابط عرضها الأمر الذي يجعلها تبتعد عن اقتناء تلك المستلزمات بعد السماء عن الأرض وترفضها حتى ولو عرضت بالمجان فهي لن تأخذها، خاصة وأن التجار لم يخفضوا ثمنها رأفة بالزبون بل لحاجة في نفس يعقوب كونهم لا يقبلون أبدا بتكبد الخسارة ولولا اقتراب انتهاء صلاحيتها لبقيت في برجها العاجي· هي إذن الحيل التي يذهب إليها التجار من أجل ترويج سلعهم منتهية الصلاحية فبدل رميها يعرضونها بنصف سعرها على الزبائن مادام أن هناك من الزبائن من يقعون في مصيدة الأثمان البخسة·