يتداول بعض الخبازين هذه الأيام أكياسا ورقية جديدة لتعبئة الخبز عند بيعه للزبائن بدلاً من الأكياس البلاستيكية التي لا تزال متداولة بصفة كبيرة، وذلك في خطوة أولى لتعويض هذه الأخيرة بالأكياس الورقية التي تتميز بنوعيتها الجيدة، فهل يتجسد هذا المشروع تدريجيا للحفاظ على صحة المستهلك وإرضاء الزبائن أم ان الاستغناء عن الأكياس البلاستيكية سيكون صعب المنال؟ فرغم أن استعمال الأكياس الورقية لا يزال محدوداً ويقتصر على عدد محدود جداً من الخبازين، إلا ان آراء أصحاب هذه المهنة تباينت حول هذا الموضوع، فهناك من استحسن الفكرة واعتبرها جيدة لإرضاء الزبون، من خلال تسليمه الخبز في أكياس جذابة وصحية، في حين قال البعض الآخر أن الأكياس الورقية مكلفة وسعرها ليس في متناول جميع من يمارس هذه المهنة، حيث سبق وأن تم إنتاج أكياس ورقية قبل ثلاث سنوات، لكن استعمالها لم ينتشر وبقي الخبز يباع في الأكياس الشفافة البلاستيكية التي تباع بثمن رمزي. ويأتي مشروع استخدام أكياس الورق في تعبئة الخبز، لِما لهذه الأخيرة من أهمية في حفظ صحة المواطنين واللجوء إلى طرق أكثر حضارية في تقديم منتوج رفيع للزبائن وذلك في إطار القضاء التدريجي على الأكياس البلاستيكية الشفافة، التي لا يمكن لأحد أن ينكر أن وضع الخبز فيها أحيانا وهو ساخن يحوله إلى عجينة، نتيجة البخار الذي ينبعث منه، مما يجعل أكياس الورق ضرورية حسب مواطنة التقيناها بمخبزة بشارع باستور بالعاصمة، خاصة بعد ان أثيرت ضجة حول مخاطر الأكياس البلاستيكية. كما ترى سيدة التقيناها بمخبزة بشارع طنجة وسط العاصمة أن الأكياس البلاستيكية من الأفضل استعمالها للخضر والفواكه بالنظر إلى المواد التي تصنع بها وأن استعمال الأكياس الورقية ملائم للخبز على غرار ما هو معمول به في العديد من الدول التي أعلنت الحرب على أكياس البلاستيك وحظرت استعمالها. من جهته استحسن صاحب محل بيع الحلويات بشارع باستور فكرة تعويض أكياس البلاستيك بالأكياس الورقية في تعبئة الخبز على غرار مختلف الحلويات التي تباع في أكياس خاصة. وفي هذا السياق تسعى الاتحادية الوطنية للخبازين إلى تجسيد هذه الفكرة، حيث ستتوصل الأسبوع المقبل إلى صيغة نهائية مع مجمع "تونيك" لصناعة الورق من اجل صناعة أكياس ورقية خاصة بالخبازين بعد إبرام اتفاقية مع المجمع واعتماد سعر معقول يكون في متناولهم، حسب رئيس الاتحادية في اتصال مع "المساء" مشيراً الى أن مفاوضات شرع في إجرائها مع الشركة لإنتاج نوع جيد من الأكياس يوزع على عدد معتبر من الخبازين الذين يقدر عددهم ب 13600خباز على المستوى الوطني. وكانت شركة "كوفت" قد صنعت كيساً ورقيا للخبز استعمله عدد محدود جدا من الخبازين بالعاصمة والمتواجدين في بعض الأحياء حسبما لاحظناه في جولة قمنا بها إلى بعض المخابز، حيث يصعب حسب بعضهم تعميم استعمال هذه الأكياس قبل الاتفاق بين ممارسي هذه المهنة على سعر يكون في متناولهم بدلا من القبول بسعر تفرضه الشركة المصنعة، فهل يتم الاستغناء عن الأكياس البلاستيكية وتعويضها بالأكياس الورقية أم ان مصير هذه المبادرة يكون مثل ما حدث مع إنتاج الأكياس السوداء التي لا تزال متداولة رغم ما قيل عن توقيف إنتاجها لخطورتها على صحة المواطنين؟