أصبح بعض المواطنين في الآونة الخيرة ينتهجون سلوكا غريبا للغاية، إذ لا يهمهم إن كان ما يقومون يشوه المنظر الجمالي للمكان، حيث إنك تجد البعض منهم يقومون برمي نفاياتهم في أي مكان من الشارع، خاصة في محطات النقل التي تعج يوميا بمئات المسافرين، ومحطة بن عمار بالقبة كغيرها من المحطات الأخرى، تستقبل بدورها يوميا المئات من المسافرين، وكل واحد منهم يتصرف حسب طريقته الخاصة، غير أن المثير للاشمئزاز، هو التصرفات الطائشة اللامسؤولة، من قبل البعض، خصوصا أولئك الذين يقومون برمي نفاياتهم، في كل مكان تقريبا، ورغم وجود الحاويات والسلل المخصصة لها، عبر كافة المحطة، إلا أن البعض يستمر في تصرفه الطائش، دون أن يعير اهتمام لأحد· وهو الأمر الذي رأيناه بالفعل بأم أعيننا، حيث رأينا إحدى الفتيات في العشرينيات من العمر، وهي تقوم برمي كيس من قشور الموز برصيف المحطة، وهذا التصرف التي قامت به الفتاة، لا يختلف كثيرا عن التصرفات الطائشة الأخرى لبعض المواطنين، أو التجار وغيرهم، حيث يلجأون إلى التخلص من فضلات منتجاتهم التجارية بشكل عشوائي وراء السوق وعلى أرصفة المحطة، دون الاكتراث بصحة وسلامة مستعملي المحطة من مسافرين وأصحاب المركبات وحتى الزبائن من جهة، ولا تهمهم العواقب المنجرة من وراء هذا السلوك الطائش كتلوث المحيط مثلا، والقضاء على جماله· إن مثل هذه التصرفات اللامسؤولة التي يقوم بها بعض المواطنين أثارت اشمئزاز وتذمر البعض الآخر، إذ تقول إحدى الشابات التي كانت في عين المكان ورأت هي أيضا ذلك المشهد المخزي الذي كانت بطلته فتاة عشرينية، تقول بأنها ضد هذه التصرفات، وتكره كل من يقوم بها، لأنها تعتبرها من التصرفات الطائشة واللاأخلاقية، ولا تدل سوى على عدم التربية، وفتاة مثل هذه وفي عمرها، من المفروض أن لا تتصرف مثل هذه التصرفات الطائشة واللامسؤولة· من جهتها تقول إحدى السيدات، إنها في كثير من الأحيان، ترى مثل هذه المناظر التي تجلب السخط على فاعليها، كما أنها تقول بأنها تستغرب كثيرا لهذه الأفعال، فإذا كان البعض يرجعها إلى عدم وجود أماكن مخصصة يرمون بها نفاياتهم، في الماضي كانوا لا يلامون، ولو أن من الممكن أن يقومون برميها بعيدا عن ناظري الناس وأماكن تواجدهم، إلا أنه اليوم وفي ظل كل المجهودات التي تقوم بها المصالح المعنية بتخصيصها حاويات صغيرة للنفايات، بكل زاوية تقريبا من زوايا جميع محطات النقل، على مستوى العاصمة، إلا أن البعض يستمرون في تصرفاتهم، بل وفي كثير من الأحيان يتعمدون فعلها، مبررين ذلك بأن الجميع يقومون برمي نفاياتهم دون وضع اعتبار لأحد· ومثلما قالته تلك الفتاة، فإن الأمر ليس مقتصرا عليها فقط، فالكل تقريبا يقوم بهذا الفعل، لتضيف بأنها لا تهتم لرأي الآخرين بها، وستفعل كل ما تريده، سواء أعجب الآخرين أم لا·