السباق الانتخابي على الفوز بأصوات الناخبين في تشريعيات العاشر ماي القادم انطلق قبل أوانه بكثير، وبينما تشهد مقرات الأحزاب حركية كبيرة، وصراعات مثيرة حول من يتبوأ الصدارة في القوائم، وتفادي مرارة البقاء خارج التصنيف الانتخابي أو في ذيل القائمة، تشهد الساحة السياسية والإعلامية الكثير من المفارقات الغريبة التي تشير إلى عدم جاهزية بعض التشكيلات السياسية للانتخابات التشريعية من جهة، وافتقاد بعض (الأحرار) للنضج السياسي الذي يؤهلهم لخوض غمار التشريعيات من موقع قوة، من جهة ثانية·· وحين ينشر حزب (قديم) إعلانا في الصحف، (يستجدي) فيه المترشحين، ويطلب من الراغبين في الترشح للتشريعيات وتحقيق حلم دخول البرلمان تحت غطائه الاتصال به، نشعر بأن هناك (أزمة مترشحين) حقيقية، وأن رهان انتخابات ماي لا يقتصر على شق نسبة المشاركة ومدى إقبال الناخبين على الإدلاء بأصواتهم، وإنما يتعداه إلى قضية الترشيحات، حيث يبدو عجز بعض الأحزاب عن إيجاد شخصيات (لائقة) و(مقبولة) تتحمل مسؤولية الترشح باسمها واضحا، وبينما يبدو بعض المترشحين المحتملين مستعدين لدفع مبالغ كبيرة لاحتلال مراكز متقدمة في قوائم بعض الأحزاب، تبدو بعض الأحزاب، في المقابل، مستعدة لدفع المال للشباب وغيرهم للترشح باسمها·· و(عيش تشوف)!