أفادت إذاعة "آسيا الحرة" أمس السبت أن الشرطة الصينية قتلت بالرصاص أربعة مسلمين في تركستان الشرقية التي احتلتها الصين سنة 1949 وأطلقت عليها إسم "شينغ يانغ"، والتي تشهد قمعًا دمويًا من جانب السلطات الصينية واضطرابات عنيفة· وبحسب الإذاعة التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرًا لها، قالت مصادر الشرطة المحلية: "الغارة التي شنت قبل الفجر على منزل ريفي وقعت يوم الخميس بعد أن أصيب رجل أثناء إعداده قنبلة في المنزل مما أثار شكوكًا"· وتُلقي الصين باللائمة في الاضطرابات في تركستان الشرقية على إسلاميين يريدون إقامة دولة إسلامية مستقلة، بينما يروج بعض المسؤولين الصينيين لمسؤولية إسلاميين مسلحين تدربوا في باكستان· وتقول جماعات الإيغور المنفية ومدافعون عن حقوق الإنسان إن الصين تبالغ في التهديد الذي يشكله الإسلاميون في تركستان الشرقية· وقالت إذاعة "آسيا الحرة": "الشرطة اعتقلت 21 شخصا في غارة يوم الخميس قطع خلالها أحد المشتبه بهم يد شرطي ببلطة"· ومنذ استيلاء الحكومة الشيوعية على إقليم تركستان عام 1949م تزايد عدد أقلية هان الشيوعية الصينية في الإقليم من 6.7% إلى 40.6%، حسب الأرقام الرسمية، وأصبحوا يسيطرون على كل الوظائف الرئيسة وعلى النشاط السياسي على حساب الايغور المسلمين الذين يتعرضون إلى تهميش فظيع· والإيغور يتكلمون لغة محلية تركمانية ويخطون كتاباتهم بالعربية ولهم ملامح القوقازيين، وتفرض الصين عليهم حالة من العزلة كما تقيِّد ممارستهم للشعائر الدينية، وتمنعهم من استخدام لغتهم في المدارس· ومن بين الإجراءات التي يرى مسلمو الإيغور أنها موغلة في الوحشية أن الصين أقدمت على سحب جوازات سفرهم، فلم يعد أي منهم يستطيع أن يخرج من البلد حتى إلى الحج إلا بشروط معينة· ويُعتبر عدد كبير من الإيغور أن الإجراءات التي اتخذتها بكين في السنوات الأخيرة من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية في هذه المنطقة النائية الغنية بالموارد الطبيعية ما زالت متخلفة إلى حد كبير ولم يستفد منها سوى الهان الشيوعيون بشكل خاص· ويطالب مسلمو الإيغور بالاستقلال كليًّا عن الصين التي لا يتوقع أن تتخلى بسهولة عن الإقليم ذي الموقع الجغرافي الإستراتيجي المهم بحكم مجاورته لكل من باكستان وطاجكستان وقرغيزستان وكازاخستان، فضلاً عن احتوائه على مكامن غنية من حقول النفط والغاز·