يعاني الكثير من الرجال اليوم من الصلع، أو تساقط شعر الرأس في أماكن معينة، وتتمثل أسباب الصلع في ثلاثة عوامل أساسية، هي عامل الوراثة والهرمون الذكري، والتقدم في السن، غير أن الوراثة تعد العامل الأهم في حدوث الصلع عند الرجال، أي أن المرء يتوارث الجينات من عائلة الأم أو الأب معا، وتتباين شدة الصلع من شخص لآخر ضمن العائلة الواحدة، كما أن للهرمون الذكري دورا كبيرا في إصابة بعض الرجال بالصلع، لأن جذور الشعر عند البعض منهم تكون أكثر حساسية لكمية الهرمون المفرزة في الجسم· إلى هنا يعد الصلع ظاهرة طبيعية تصيب الرجال مع تقدمهم في السن، غير أن الملفت للانتباه أكثر هو استهدافه لفئة الشباب دون الثلاثين من العمر، حيث بتنا نرى في الآونة الأخيرة، شبانا في مقتبل العمر، لا يتجاوز أغلبهم عتبة ال25 سنة، يعانون من الصلع، وإذا كانت العوامل المذكورة أعلاه، هي أهم مسببات الصلع، إلا أن بعض الدراسات الحديثة، أكدت وجود عدة عوامل وأسباب أخرى تسبب تساقط الشعر عند هذه الفئة من الشباب· إن تساقط الشعر عند الشباب، يتسبب لهم في كثير من الأحيان في عقد نفسية، كما يشعرهم بالإحباط، مما يجعلهم ينعزلون عن العالم الخارجي، ويرفضون الاتصال به، خاصة مع نظرات المجتمع الساخرة منهم، وكذا تصرفات أصدقائهم معهم، حتى وإن كانت في بعض الأحيان عفوية ولا تتجاوز كونها مجرد دعابات ونكت يتبادلونها بين بعضهم لإضفاء جو من المرح، إلا أن تأثيرها على نفسية الشاب الذي يعاني من الصلع تكون قوية· لذا تجدهم دائما يبحثون عن الحلول لهذه المشكلة الصحية، فالبعض يضطر أن يحلق شعره كليا وذلك تجنبا للإحراج، والبعض الآخر يذهب في رحلة بحث عن أدوية ومستحضرات ووصفات تقليدية، تساعده على التخلص من هذا المشكل العويص· ومن خلال الحديث مع بعض الشبان الذين يعانون من تساقط الشعر أو الصلع المبكر، لمسنا مدى تذمرهم من هذه المشكلة، التي أصبحت تؤرقهم حقا، إذ يقول محمد صاحب ال24 سنة، إنه بدأت تظهر عليه أعراض تساقط الشعر، منذ أن بلغ العشرين من عمره، واستمرت بالتزايد إلى أن فقده كليا في منطقة وسط الرأس، ليضيف أنه كان يظن في بادئ الأمر، أن سبب التساقط راجع إلى عامل الوراثة، خاصة أن العديد من رجال العائلة مصابون بالصلع، غير أنه ولدى زيارته لأحد أطباء الجلد، أكد له أن السبب راجع إلى المستحضرات التجميلية التي كان يستعملها، كبعض مثبتات الشعر، وبعض الأنواع من غسول الشعر التي تباع بالأسواق وتكون في غالبية الأحيان مقلدة للماركات العالمية، مما يسبب تساقط الشعر الذي يؤدي بدوره إلى الإصابة بالصلع، ليعقب أنه جرب العديد من الأدوية والوصفات التقليدية لإعادة شعره إلى سابق عهده، إلا أنه لم يحصل على النتيجة المرجوة من استعمالها، سوى أنها أوقفت تساقط شعره، إلا أنها لم تساعد على إعادة نموه، ليتمنى أن يتوصل الباحثون في هذا المجال إلى دواء يمكنه هو وأمثاله، ممن يعانون من الصلع المبكر من التخلص منه وعودة شعرهم إلى جماله وطبيعته الأولى· شاب آخر يقول إنه لما بلغ السادسة والعشرين من العمر، بدأ شعره بالتساقط تدريجيا، وهو الأمر الذي دفعه إلى حلقه تماما، من أجل التخلص من نظرات الناس الغريبة، خاصة وأنه يعلم تماما، بأن أنواع الكريمات ومثبتات الشعر، هي السبب الذي عجل في فقدانه لشعر رأسه، غير أنه وجد الحل في حلقه كليا، خصوصا بعدما نصحه طبيبه، بالابتعاد عن هذه المواد· وفي ذات السياق، يرى الدكتور عباس، وهو أخصائي أمراض جلدية، أنه إضافة إلى الأسباب الشائعة والمعروفة كعامل الوراثة وهرمون الذكورة، توجد أسباب أخرى تتمثل في الحالة النفسية التي يكون عليها الشخص، ونوع الغذاء، وتناول بعض الأدوية، بالإضافة إلى الارتداء شبه الدائم للقبعات على اختلاف أنواعها وأشكالها، كلها عوامل تساعد على تساقط الشعر، ليضيف أنه في الآونة الخيرة هناك العديد من الشباب دون الثلاثين من العمر، يعانون من تساقط الشعر، والصلع، ليعقب قائلا إنه ينصح كل مرضاه تقريبا بالابتعاد عن مثبتات الشعر، لأنها تعد سببا رئيسيا لتساقط الشعر، كما أنه يقول بأنه لا يتحدث كطبيب، وإنما كأحد الشباب الذين يعانون من تساقط الشعر، لأنه وببساطة من المدمنين على استعمال مثبت الشعر· وفي الأخير يقول بأنه هناك أدوية تساعد على التخلص من تساقط الشعر، لكن فعاليتها غير مثبتة مائة بالمائة، ويبقى الحل الوحيد لمن يعانون من الصلع في الجراحة المتمثلة في زراعة الشعر كحل أخير ينقذهم من فقدان شعرهم في سن مبكرة·