وعد الوالي المنتدب لدائرة باب الوادي ممثلي العائلات المنكوبة في حي إبراهيم غرافة المتواجد على مستوى باب الوادي بإيجاد حل في أقرب وقت لأزمتهم المتواصلة منذ أكثر من عامين والمتعلقة بوضعية سكناتهم المهددة بالانهيار· وعبر بعض أفراد هذه العائلات في اتصالهم ب(أخبار اليوم) عقب لقائهم بالوالي المنتدب عن عدم ارتياحهم لهذه الوعود غير المحدد تاريخ تنفيذها بشكل دقيق، فالأمر حسبهم يستدعي تدخلا فوريا من خلال إجلاء العائلات التسع الساكنة بهذه العمارة المتهدمة أجزاؤها وأسقفها بصفة كلية بهذا الشارع، وهذا قبل حدوث ما لا يحمد عقباه من خلال انهيار كل العمارة على رؤوس قاطنيها وبالتالي وقوع مجزرة في باب الوادي·· فلقد أصبح من المستحيل على هذه العائلات الاستمرار بالعيش في مثل هذه الظروف خاصة خلال التقلبات الجوية الأخيرة، فلقد تحولت شقق العمارة إلى ما يشبه المستنقع الكبير أو وادي الحراش على حد تعبير السكان، ولانعدام مأوى آخر بعيدا عن هذه الظروف الكارثية فإن هذه العائلات أجبرت على احتمال الأسوأ واللجوء إلى استخدام حتى المطريات داخل منازلها للاحتماء من الأمطار المتسربة من الأسقف المتهدمة بشكل كلي·· ولأن العمارة يعود تاريخ إنشائها إلى السنوات الأولى للاستعمار فإنها مرت بكل الظروف الطبيعية، وفي ظل عدم وجود أية عملية ترميم أو إعادة تهيئة فإنه كان من العادي أن تنهار تدريجيا، إلا أن الذي أدهش العائلات هو الغياب التام للسلطات المحلية وتركها تعايش الموت يوميا منذ أكثر من عامين دون المبادرة لأي حل على أرض الميدان، فالعائلات ملت من أعوان الحماية والأمن الذين يحضرون بصفة شبه يومية إلى هذه العمارة بسبب انهيار أسقفها وتسرب المياه إلى داخل الشقق ووقوع عدة أضرار جسيمة في هيكلها·· ولهذا فكان حلهم الأخير هو اللجوء إلى قطع الطريق في بداية هذا الأسبوع ونظرا لحساسية المكان والغضب العارم الذي اجتاح أبناء باب الوادي، فإن أعوان الأمن الذين تواجدوا بالمكان بقوة توسطوا لدى دائرة باب الوادي لاستقبالهم من أجل الاستماع لانشغالاتهم ومطالبهم التي خرجوا من أجلها للشارع، ورغم أن هذه العائلات كانت تتوقع رد الدائرة على مطالبهم إلا أن خيط أملها لم يقطع بعد، فكان لقاؤها مع المسؤولين في دائرة باب الوادي كما توقعت، فالوعود التي قدمت لها بشأن إيجاد حل لها في أقرب وقت كان بعيدا عن الواقع المخيف الذي تعايشه في هذه العمارة، فالموت قريب جدا من بابها، وأيادي السلطات بعيدة جدا عليها··