اكدت مصادر امنية مصرية استمرار اعمال البناء في مشروع الجدار الفولاذي الذي تشيده على طول حدودها مع قطاع غزة، نافية بشدة مزاعم اسرائيلية عن توقف المشروع بدعوى فشل الجدار في وقف عمليات تهريب البضائع والسلع والسلاح الى القطاع المحاصر. ونقلت صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية عن المصادر تأكيدها "ان العمل مستمر في الجدار، وان اعمال البناء تجري حاليا في مناطق الصرصورية وشمال معبر رفح، لكنها لم تبدأ بعد بمنطقة بوابة صلاح الدين، بالنظر الى كونها منطقة ذات طبيعة خاصة من حيث كثافة السكان ووجود عدد كبير من الانفاق، مما يجعل التربة شديدة الهشاشة، وبالتالي تتعرض منازل المنطقة لخطر الانهيار حال استخدام معدات الحفر، التي تقوم بغرس الالواح المعدنية بباطن الأرض". واكدت المصادر "ان معدات الحفر ما زالت موجودة في عدة اماكن على طول الشريط الحدودي، وان العمل قد انتهى في مساحة كبيرة من الجدار تصل الى نحو 7 كيلومترات، اي نصف المسافة تقريبا، الخاصة بمنطقة بوابة صلاح الدين. يذكر ان الكثير من منازل المنطقة تعاني من تصدعات كثيرة جراء القنابل الارتجاجية التي استخدمها سلاح الجو الاسرائيلي على الشريط الحدودي في فترات سابقة. فيما اشار مسؤول محلي بمركز ومدينة رفح الى ان استكمال اعمال الحفر يتطلب تعويض اصحاب المنازل المنتشرة على الشريط الحدودي في هذه المنطقة، وهو ما يتم بحثه الآن، قبيل متابعة استكمال اعمال الحفر والبناء. من جهته قال سليمان البعيرة رئيس المجلس الشعبي المحلي لمدينة رفح: "ان نحو 150 اسرة تعيش على الشريط الحدودي في محيط بوابة صلاح الدين طالبت بنقلها من المنطقة الحدودية مقابل تعويضها بمساكن بديلة، وان اغلب السكان قد تقدموا بطلبات لنقلهم بسبب التصدعات التي حدثت بالمنازل الموجودة نتيجة مرور معظم انفاق التهريب اسفلها". يذكر أن مصر دفعت تعويضات للسكان المحليين الذين انتزعت اشجارهم خلال اعمال الحفر التي تمت في مناطق اخرى على الشريط الحدودي اثناء اعمال الجدار، بينما تأمل اسرائيل في ان يكتمل الجدار بحلول نهاية العام. وكانت مصادر عسكرية اسرائيلية زعمت توقف البناء في الجدار، بينما اكد مسؤولان امنيان مصريان فشل هذا الجدار في وقف التهريب. وادعت المصادر لموقع "دبكا" الاستخباراتي الاسرائيلي ان "المهندسين الامريكيين والفرنسيين الذين يقومون ببناء الجدار توقفوا عن العمل وتخلوا عن المشروع". ورفضت المصادر الامنية المصرية التعليق على وجود خبراء امريكيين او فرنسيين، مؤكدة ان اعمال التشييد تتم بأيد مصرية. وعن نجاح المهربين في احداث ثقوب في الجدار، اعترفت المصادر بنجاح بعضهم في ثقب الجدار، لكنها ثقوب لا تسمح بتهريب البضائع بالاحجام نفسها التي كانت تتم في الماضي، وهي حالات قليلة ومحاولات لا تتجاوز اصابع اليد وليست بالمئات، كما ذكرت تقارير صحافية امريكية ومنها تقرير نشرته "نيويورك تايمز" مؤخرا. وكانت السلطات المصرية قد بدأت العام الماضي في بناء جدار حاجز تحت الارض لاحكام الحصار على غزة وإجبار حماس على الاستسلام لعباس وإسرائيل والتخلي نهائياً عن المقاومة. ويقول بناة الانفاق ان نحو 3000 نفق كانت تعمل قبل العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة اواخر عام 2008، لكن لم يعد يعمل منها سوى 150 نفقا جراء الحرب والهجمات الجوية الاسرائيلية المتواصلة على غزة وكذا أعمال التهديم التي تقوم بها مصر على رؤوس المهربين الفلسطينيين ما أدى إلى مقتل 147 منهم على الأقل.