كشفت مصادر عسكرية اسرائيلية توقف البناء في الجدار الفولاذي الذي شرعت السلطات المصرية في تشيده على طول حدودها مع غزة في مدينة رفح، فيما أكد مسئولان في الأمن المصري فشل هذا الجدار في وقف عمليات تهريب البضائع والسلع والسلاح إلى القطاع المحاصر. وقالت المصادر لموقع "ديبكا" الاستخبارتي الاسرائيلي "ان المهندسين الامريكيين والفرنسيين الذين يقومون ببناء الجدار الفولاذي على طول ممر صلاح الدين "فيلادلفيا" لعزل انفاق تهريب الاسلحة عن ممراتها الى سيناء القوا عدتهم وتخلوا عن المشروع. واضافت المصادر انه تم التخلي عن المشروع بعد ان استخدمت "حماس" معدات ثقيلة لقص العوارض الفولاذية التي يتكون منها الجدار. في ذات السياق، أكد مسئولان في الأمن المصري أن المهربين الذين يتولون إدخال السلع إلى قطاع غزة عبر الأنفاق المنتشرة على الحدود بين مصر والقطاع المحاصر تمكنوا من إحداث مئات الثقوب في الجدار الفولاذي. ونقلت جريدة "الاخبار" اللبنانية عن مسئول مصري طلب عدم الكشف عن اسمه: "لدينا مئات من الثقوب في الجدار، مساوية لعدد من الأنفاق النشطة". وأضاف "الجدار الذي يمتد على طول تسعة كيلومترات، وقد اكتمل بناءُ نصفه حتى الآن، يعد بمثابة فشل كبير"، فيما أكد مسؤول مصري ثانٍ تعرُّض الجدار للاختراق في مئات الأماكن. وكانت السلطات المصرية بدأت العام الماضي في بناء جدار حاجز تحت الأرض لمنع تهريب السلع الأساسية وما تيسر من سلاح للمقاومة الفلسطينية، بهدف إحكام الحصار على القطاع وإجبار المقاومة على الاستسلام لإسرائيل. ولاقى بناء الجدار استنكاراً واسعاً في العالم واعتبر مشاركة في جريمة الحصار ضد 1.5 مليون فلسطيني بالقطاع. ويقول بناة الأنفاق إن نحو 3000 نفق كانت تعمل قبل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أواخر عام 2008، لكن لم يعد يعمل منها سوى 150 نفقا بعد الحرب والهجمات الجوية الإسرائيلية المتواصلة على غزة.