يثير العزوف المنتظر للنّاخبين قبل أسابيع قليلة من تشريعيات 10 ماي وفق ما بينته نتائج بعض الاستبيانات واستطلاعات الرّأي مؤخّرا تخوف السياسيين، وهذا ما ظهر من خلال التجمّعات الشعبية التي نشطوها في عدّة ولايات من الوطن. حيث أجمع رؤساء الأحزاب على رأي واحد هو ضرورة التوجّه إلى مكاتب الاقتراع، وهو ما يعكس تخوّفا جليا لدى الطبقة السياسية من عدم توجه المواطنين بكثافة إلى صناديق الاقتراع· يبدو أن نتائج بعض الاستبيانات المعلن عنها مؤخّرا باتت تؤرق السياسيين المتوجسين من عزوف انتخابي كبير، حيث كشفت نتائج استبيان أجري مؤخرا وجود "برودة شعبية" في التعاطي مع التشريعيات، إذ أشارت إلى أن ما لا يقل عن 42 بالمائة من الجزائريين ينوون (مقاطعة) التشريعيات، وهو ما دفع بقادة مختلف الأحزاب إلى الاجتهاد في إقناع النّاخبين بضرورة التصويت يوم العاشر ماي· وفي هذا السياق دعا جمال بن عبد السلام رئيس جبهة الجزائرالجديدة من سيدي بلعباس خلال تنشيطه لتجمّع شعبي الشعب الجزائري للتوجّه لمكاتب الاقتراع يوم الحسم كما وصفه لاختيار (من يصلح) لتمثيله ولكي لا (يترك الفراغ لمن تخول له نفسه بالتزوير)، فيما أكّد أنه يتوجّب على المواطن (استعمال حقّه في حماية صناديق الاقتراع) من خلال حضوره في عملية الفرز· ومن جهته، ناشد محمد بن حمّو رئيس حزب الكرامة بالجزائر العاصمة مختلف فئات الشعب الجزائري إلى الإقبال بقوّة على صناديق الاقتراع ل (تفويت الفرصة على الانتهازيين والمرتزقة ومن يريد أن يضر بالجزائر في أبنائها وفي حرّيتها)، مبرزا (ضرورة اختيار خيرة الرجال والنّساء لتمثيلهم في المجلس الشعبي القادم)·وفي سياق متّصل، دعا كذلك رئيس جبهة المستقبل بلعيد عبد لعزيز من غليزان المواطنين إلى التوجّه إلى صناديق الاقتراع بكثافة وانتخاب (برلمان قوي) يكون (قادرا على التشريع والمراقبة). وقال بلعيد عبد العزيز لدى إشرافه على تجمّع جهوي لمناضليه بالعاصمة إنه (يجب على كلّ الأحزاب والإدارة أن يلعبوا دورهم حتى تكون هذه الانتخابات نزيهة وشفّافة)· وبدوره، أكّد رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة من تلمسان أن الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية المقبلة التي وجّهتها بعض الأوساط (لن تفيد في شيء ولن يكون لها أيّ أثر)، ولدى تنشيطه لقاء لمناضلي حزبه رافع من أجل تغيير سلمي (سيرفع الجزائر عاليا بمحافل الأمم وسيتكفّل بانشغالات المواطنين الجزائريين)، داعيا إلى التصويت ب (كثافة) للتوصّل إلى (هذا التغيير المبتغى)· في نفس الإطار أكّدت الأمينة العامّة لحزب العمّال لويزة حنون أثناء استضافتها من طرف منتدى الإذاعة المحلّية لتيزي وزو أن انتخابات العاشر ماي القادم (مصيرية وتشكّل منعطفا لدعم المسيرة الديمقراطية) في البلاد، مشيرة إلى (أن المشاركة في الانتخابات تعدّ خير وسيلة لإرساء الديمقراطية في الجزائر، وأن المقاطعة لا تخدم مصالح الأمّة)· وفي خضّم حديثها أشادت الأمينة العامّة لحزب العمّال بالإجراءات التي اتّخذتها الدولة لضمان إجراء انتخابات (شفّافة)، داعية إلى (تكريس الإرادة الشعبية من أجل ضمان أمن واستقرار الأمّة)· وكان رئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني قد اعتبر أمس الجمعة من المدية أن مقاطعة التشريعيات تعدّ عملا غير بناء وغير مجد، مضيفا أن الذين يقاطعون لا يقومون سوى بتأخير إيجاد الحلول لمشاكل البلد· وأضاف نفس المسؤول أن أولئك الذين سيقاطعون انتخابات 10 ماي المقبل لن يساهموا من خلال ذلك في تحقيق التغيير الذي يريده الشعب، بل سيمنحون الفرصة لآخرين ليقرّروا مكانهم· وفي سياق ذي صلة، حثّ الأمين العام للحركة حملاوي عكوشي خلال ندوة بمناسبة عيد النّصر المصادف ل 19 مارس من كلّ سنة الجزائريين الشباب لإحداث (تغييرا سياسيا) وتحقيق تنمية البلاد في جميع الميادين، وإلى الخروج بقوة يوم الاقتراع لتحقيق (الإصلاح السياسي) بطريقة سلمية والتغيير السياسي يعني أن (يختار الشعب مسؤوليه بكل حرّية، وأن يكون له الحق في تنحيتهم إن لم يقوموا بمسؤوليتهم أو محاسبتهم إن أخطأوا)· وثمّن عكوشي في ذات الإطار ما جاء في الخطاب الأخير لرئيس الجمهورية، لا سيّما قوله إن (الانتخابات مصيرية وسوف تحقّق للجزائر ما حقّقته ثورة نوفمبر إن صدقت النيات)·