نظمت وزارة التضامن الوطني في إطار الاحتفال المزدوج بعيد المرأة وكذا اليوم الوطني للاحتياجات الخاصة معرضا لذوي المشاريع المدعمة في إطار القروض المصغرة، بحيث مزجت بين المناسبتين معا قصد تبيين التحدي الذي أبرزته فئاة المعاقين خاصة، بحيث حضروا في المعرض لتبيين إنجازاتهم وعرفوا إقبالا على أجنحتهم من طرف الجمهور للاطلاع على ما أبدعته أناملهم· قرميط نور الدين هو واحد من هؤلاء على الرغم من إعاقته الحركية مائة بالمائة على مستوى الرجلين إلا أنه تفنن في إبداع سروج الخيل وصناعة تلك التحف الذهبية بأنامله، هو من ولاية تيارت، مارس الحرفة منذ 20 عاما وقال إنه أحب الحرفة حتى النخاع تلك التي تلقى رواجا في السنوات الأخيرة وأنه عصامي التكوين، واستفاد من المشروع في إطار القرض المصغر الذي استفاد منه سنة 2009 الذي دعمه كثيرا في السير في حرفته الفريدة من نوعها، خاصة وأن الناشطين فيها قليلون، إلا أنها مطلوبة من طرف مربي الأحصنة حسب ما أعلمنا به محدثنا الذي قال في نفس السياق إن حرفة صناعة سروج الخيل هي حرفة تقليدية محضة وجب التمسك بها وتوارثها بين الأجيال وعدم إهمالها، وعلى الرغم من تكلفتها إلا أنها أساسية وضرورية في ضمان الراحة عند امتطاء الخيول وتزيد في جانبها الجمالي، وأضاف أن غلاءها يعود إلى غلاء تكلفة موادها الأولية كونها تعتمد على الجلود المكلفة جدا، بالإضافة إلى بعض الملحقات المستعملة في تزيين السرج وتنميقه على غرار الخيوط الذهبية ومختلف الإكسسوارات الضرورية خاصة وأنه يعتمد على طريقة (المجبود) في تزيينه· واختص محدثنا في إنتاج سروج من نوع خاص يضع عليها لمسته الجمالية التي ينفرد بها عن غيره من المنتجين الآخرين، لاسيما وأننا نرى في العادة سروجا بألوان غامقة إلا أن سروج السيد نور الدين جد خاصة نفتخر لكونها جزائرية الصنع على أنامله، وقال إنه يطمح إلى التصدير والعودة بالنفع على الاقتصاد الوطني خاصة وأنها مستلزمات مطلوبة من مربي الخيول، وعن السعر قال إنها تبدأ من 16 مليونا بالنسبة للسروج كبيرة الحجم وتنزل إلى 7 ملايين تبعا لحجم السرج ودرجة تنميقه، وقال إنه ينتج سنويا 40 سرجا لتزداد كمية الإنتاج وفقا للطلب، كما أن مشروعه انتشل 10شبان من البطالة الذين يعملون معه، كما علّم الحرفة إلى أكثر من 150 فتاة وقال إنه مستعد للاستمرار في تعليمها كي لا تندثر، وعن المشاكل التي يعانيها أوضح أنها تتلخص في غلاء المواد الأولية وطالب الدولة بدعم المختصين في النشاط من حيث المواد الأولية بغية تطويره أكثر والاستمرار فيه كونه يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني في حال توسيعه أكثر وتطويره· وتجدر الإشارة أن جناح محدثنا حظي بوقفة وزير التضامن الوطني السيد سعيد بركات الذي شجعه على مواصلة المشوار خاصة وأن الدولة واقفة بكل مؤسساتها من أجل دفع ركب التنمية وإعطاء الفرصة لتلك الفئات الهشة والعمل على إدماجها الاجتماعي والمهني·