تلقى تجارة مواد التجميل والعطور والمنتجات النسوية عموما، رواجا كبيرا بين أوساط الجنس اللطيف، كما أنها تشكل مصدر دخل حقيقي للشبان الذين يمارسونها، فهي تجارة رائجة على طول السنة، وترتفع وتيرة نشاطها بدخول موسم الربيع والصيف، حيث تنتشر طاولات بيع العطور ومواد التجميل المختلفة، والشامبو، وغيرها، في كل مكان، وبشكل خاص على الأرصفة والطرقات، وبالأسواق الشعبية والموازية، وهنا بالذات مكمن الخطورة، والحديث الذي يتجدد في كل مرة، وبما أن الظاهرة قائمة، وستظل، فإن السؤال الذي يطرح نفسه، هل يتحمل البائع، وكذا الجهات المسؤولة عن الرقابة المسؤولية في كل مرة، أم أن الزبون يتحمل بدوره مسؤوليته عن التداعيات الصحية الخطيرة، والمضاعفات السلبية التي تنتج عن استهلاكه واستعماله لهذه المواد· يقول أحد الشباب وهو صاحب طاولة لبيع منتجات التجميل الرخيصة، على مستوى سوق بن عمار بالقبة، إن سلعه تلقى رواجا كبيرا من طرف السيدات والفتيات من مختلف الأعمار، واللواتي هن في غالبيتهن من المنتميات إلى الطبقات البسيطة و محدودة الدخل، التي لا يمكنها على سبيل المثال شراء ماسكرا من النوع الرفيع بأكثر من 800 دج، فلا تجد بالتالي أمامها غير هذه النوعية من السلع التي تعرض بأقل من 120 دج، وأحيانا أخرى ب50دج لكل المواد التجميلية بدون استثناء، ويعترف البائع أن هذه المنتجات ليست أصلية، بل مقلدة، وهي في الغالب صينية الصنع، أو محلية، ولكنه يستبعد بشدة أن تكون منتهية الصلاحية، أو مغشوشة، مضيفا أنه لا يمكن له أن يتلاعب بصحة الناس، ليبقى الاختيار للزبونة في الأول والأخير، بين أن تقتني هذا المنتج، أو غيره من المنتجات الأصلية مرتفعة الثمن· من جهتها، تقول إحدى الفتيات، إن هذه المنتجات وإن كانت لا تلبي أذواق الكثيرات لأنها لا ترقى إلى المستوى المطلوب، لكن تبقى ميزتها الوحيدة هي السعر المناسب، مضيفة أن هنالك بالفعل بعض المنتجات التي تكون مغشوشة، وقد تشكل مصدر خطورة، وبالتالي فمن الأجدر على كل فتاة الانتباه إليها جيدا، خاصة إذا ما كانت تباع بأسعار تثير الريبة والشك، ما بين 30 و50 دج للقطعة الواحدة· ويحذر الأطباء والمختصون في كل مرة من استعمال مواد التجميل التي تباع على الأرصفة، مؤكدين أنها يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بعدد من الأمراض الجلدية وحتى السرطانية، بالإضافة إلى تسببها في ظهور بقع وبثور على الوجه بسبب التركيبة الكيماوية الضارة لها، وما تسببه كذلك من التهابات على مستوى العيون، بسبب أنواع الماسكارا والكحل، وقلم الأيلينير التي تكون مصنوعة من مواد مغشوشة، وكيميائية مضرة تجعل تركيبتها ذات أثر سلبي وخطير على صحة مستخدماتها، عموما، وهي نتائج قد لا ترضاها أي فتاة أو سيدة، خاصة إذا ما علمنا أن أضرارها تستمر إلى عدة سنوات ويتطلب علاجها مبالغ مالية طائلة·