تمّ وضع اللّمسات الأخيرة على حوالي 150 سيناريو يتناول الكفاح المسلّح خلال الثورة التحريرية في انتظار تصويرها، وذلك في إطار التحضيرات للاحتفال بخمسينية استرجاع السيادة الوطنية· تنتظر هذه الأعمال الشروع في تصويرها من طرف المخرجين لإنتاج أفلام حول الكفاح المسلّح إبّان الثورة التحريرية، حسب ما ذكره يوم الثلاثاء السيّد محمد بن صالح باحث في الأنثروبولوجيا والثقافة ومسؤول المهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي الذي تتواصل طبعته ال 12 بتيزي وزو· وأضاف هذا الجامعي خلال مائدة مستديرة نظّمت على هامش المهرجان ب (الأربعاء ناث ايراثن) تحت عنوان (دور ومكانة الصورة خلال الثورة) أنه (يجب تشجيع إنتاج الأفلام لا سيّما إذا كانت تتمحور حول واجب الذاكرة)، مؤكّدا على ضرورة (استرجاع التاريخ من خلال الذاكرة الجماعية الوطنية)· كما حثّ السيّد ابن صالح السينمائيين الجزائريين على اتّخاذ السينما ك (وسيلة لاسترجاع تاريخنا) وذلك من خلال (استبدال الوقائع بالحقائق) ل (تجنّب التأويلات والقراءات المزيّفة)، داعيا الباحثين الجزائريين إلى (التعمّق في تحليل الخطاب الموجّه بالصوت والصورة المنتجة من جهة أخرى وذلك بهدف إظهار الحقائق التاريخية)· ولدى تطرّقه إلى تجربته في الخارج تأسّف السيّد ابن صالح (للصعوبات التي واجهته للدخول إلى الأرشيف السمعي البصري)، مشيرا إلى أن (هناك 250 فيلم حول تاريخ الاستعمار الفرنسي في بلدان المغرب ولم يستطع مشاهدة سوى 13 منها)، وهو الأمر الذي يستدعي (تسوية مشكل الدخول إلى الأرشيف الذي يتمحور حول تاريخنا والكشف عن الحقائق)· وفي حديثه عن دور ومكانة الصور الجزائرية المصوّرة في الجبال خلال الثورة التحريرية أوضح السيّد ابن صالح أن هذه الصور كانت تهدف إلى (التصدّي للدعاية الاستعمارية والتعريف بالقضية الوطنية لدى الرّأي العام)، منها فيلم (جزائرنا) الذي أنجزه جمال الدين شندرلي سنة 1957، والذي شارك في إسماع صوت الثورة الجزائرية في الأمم المتّحدة·