يعاد فتح قاعة السينما الكوليزي بتلمسان بعد غد الأربعاء بتسمية جديدة ''قاعة شندرلي''، بعد أن تم تجديدها كلية، وذلك عشية انطلاق بانوراما الفيلم الوثائقي بداية من الخميس 15 مارس، إذ سيعرض ثلاثون فيلما وثائقيا أنجزت في إطار ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ,''2011 تقدم للمنافسة لنيل الجوائز الثلاث الأولى. ستكون هذه الفعالية مناسبة لتكريم كاتب السيناريو والمصور جمال الدين شندرلي، عرفانا بما قدمه لاستقلال الجزائر باتخاذه من الكاميرا سلاحا، حيث يعد الرجل من الأوائل الذين شاركوا في الثورة المظفرة مستخدما السينما لترقية صورة حرب التحرير الوطني وشرعية القضية الجزائرية في نيل الحرية والانعتاق من نير الاحتلال الفرنسي، لهذا الغرض تم برمجة عرض ثلاثة أفلام لشندرلي، ويتعلق الأمر ب''ياسمينة''، ''جزائرنا'' و''صوت الشعب''، وذلك لإحياء مآثر المبدع إبان الفترة الاستعمارية وتعريفه للجمهور، لا سيما وأن الحكومة الجزائرية المؤقتة أوكلته مهمة الترويج للثورة الجزائرية عبر الإعلام، وهذا ما يعكس فعلا ثقل الرجل في تاريخ السينما الجزائرية. وأطلقت مسابقة بانوراما الأفلام الوثائقية شهر جوان الماضي وتمحور حول موضوع ''تلمسان: تاريخ، وثقافة، وتراث، وعظماء المدينة وضواحيها''، وتم ترشيح ثلاثين شريطا وثائقيا بين النوع التاريخي والخيالي لمخرجين محترفين ومبتدئين موهوبين في هذا النوع السينمائي. وحسب السيد عبد الكريم آيت أومزيان رئيس دائرة السينما بتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، فإن الأعمال المقدمة أظهرت تحسنا في النوعية وبروز مدرسة وطنية حقيقية لمخرجي الأفلام الوثائقية،. وأضاف أن هذه الحركة انطلقت فعليا بمناسبة فعاليات ''الجزائر عاصمة الثقافة العربية'' سنة ,2007 و''المهرجان الثقافي الإفريقي'' سنة ,2009 واليوم تدعم أكثر بفضل بانوراما الأفلام الوثائقية، اذ ستكون القاعة الجديدة ''شندرلي'' على مدار خمسة أيام فضاء لعرض الأعمال البارزة، وتقوم لجنة تحكيم متكونة من محترفين بتقييمها. وبخصوص برنامج بانوراما الفيلم الوثائقي، فسيشهد اليوم الأول عرض أربعة أفلام لكل من المخرج جمال بن صابر بعنوان ''عبد المومن بن علي الكومي''، فيلم ''مساجد تلمسان في عصر المرابطين ومن بعدهم'' لكمال بوعلام، فيلم ''الشيخ سيدي محمد السنوسي'' للمخرج لمين مرباح، وفيلم ''الشيخ عبد الكريم المغيلي'' للمخرج العربي لكحل. للتذكير، أضحت قاعة سينما الكوليزي تحمل اسم الفنان والمجاهد الراحل جمال الدين شندرلي (قاعة سينما شندرلي)، الذي يعتبر أول من أنتج صورا من داخل البلاد عن كفاح الشعب الجزائري من أجل حريته، ولعمله هذا اختير من قبل الحكومة الجزائرية المؤقتة في 1957 ليكون ضمن فريق الإعلام مع رفقاء القضية إلى جانب كل من بيير كليمون وشولي ومحمد الأخضر حامينة، الذي كلف من قبل وزارة الاعلام في الحكومة الجزائرية المؤقتة بتحضير منتوج يساهم في عملية النقاش حول القضية الجزائرية في الأممالمتحدة، فتم إخراج ''جزائرنا''، وهو فيلم تركيبي يرمي إلى توضيح أهداف المقاتلين الجزائريين للمجموعة الدولية-.