يصور فيلم ''سينمائيو الحرية '' لمخرجه سعيد مهداوي، الذي تم عرضه أول امس بقاعة ابن زيدون بمركب رياض الفتح، دور السينما في تأريخ الثورة وتمجيدها وذلك من خلال سرده كفاح الشعب الجزائري والمعاناة التي كابدها في محاربة الاستعمار الفرنسي. ويشيد هذا الفيلم الذي تتجاوز مدته ال 70 دقيقة والمنجز في إطار إحياء الذكرى 55 لاندلاع ثورة نوفمبر، بمساهمة المصورين الصحافيين والسينمائيين الذين فضحوا جرائم فرنسا الاستعمارية بالجزائر إبان ثورة التحرير، عن طريق الكاميرا والمقالات الصحفية التي كانت تنشر في الجرائد والمواعيد الإخبارية، والتي تكشف بشاعة الاستعمار الفرنسي. حيث يعرض العمل مسيرة نخبة من المخرجين الجزائريين والأجانب الذين كانوا رواد مولد السينما الجزائرية على غرار الفرنسي روني فوتيه وجمال شندرلي ومحمد لخضر حمينة وبيار شولي وبيار كليمون أوائل الذين استعملوا الكاميرا كسلاح في الكفاح المسلح ضد الاستعمار، حيث أخرج هؤلاء السينمائيون أفلامهم في خضم ثورة التحرير الوطنية. كما تطرق الفيلم إلى الصعوبات التي تعرض لها السينمائيون أثناء تركيب الأفلام وحماية النسخ السلبية من احتمال مصادرتها أو إتلافها وكذا الوسائل البسيطة المعتمدة آنذاك إذ كان ذلك جزءا من الكفاح ضد الاستعمار. وبالإضافة هذه الشهادات تم عرض مقتطفات من أفلام ''الجزائر المشتعلة'' للمخرج روني فوتيه و''ساقية سيدي يوسف'' لبياركليمون وكذا فيلم ''جزائرنا'' الذي أخرجته السينما للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية سنة .1960 كما تعكس هذه المقتطفات أحزان ومعاناة الشعب الجزائري وكذا شجاعة مكافحيه وعزمهم على افتكاك الحرية والتخلص من نير الاستعمار.