يعيش سكان حي لاسيناس الواقع على مستوى إقليم بلدية بني مسوس حياة مزرية ومؤسفة للغاية داخل بيوت قصديرية تفتقر لأدنى شروط العيش الكريم· وحسب بعض المواطنين القاطنين بذات الحي فإن المعاناة التي يعيشونها والظروف القاسية التي يواجهونها باتت غير محتملة خاصة في فصل الشتاء أين تتحول تلك البيوت التي وصفوها بإسطبلات الى مستنقعات من المياه نتيجة دخول مياه الأمطار من كل جهة· حيث ساهمت بشكل ملفت للعيان في التصدعات واهتراءات الجدران التي تناثرت منها أشلاء معتبرة خلال الأمطار الأخيرة والثلوج التي شهدتها العاصمة وكامل التراب الوطني، ناهيك عن الأسقف التي انهارت أجزاء منها، ورغم استغاثة السكان بالسلطات المحلية لانتشالهم من مخاطر الموت تحت الأنقاض من تلك السكنات الآيلة للسقوط على رؤوس قاطنيها في أي لحظة خاصة خلال الأشهر القليلة الماضية، إلا أن المسؤولين اكتفوا بالوعود الزائفة التي لا تتحقق أبدا حسبهم فقط من أجل امتصاص غضب السكان، وكذا من أجل الظفر بأسماء تدعمهم من أجل الحصول على مقاعد أثناء الانتخابات التشريعية على حد تعبيرهم· وأضاف محدثونا أن هؤلاء المسؤولين لا يكلفون أنفسهم عناء التنقل لهذه المواقع القصديرية إلا حين موعد اقتراب الانتخابات، وأن كل المجالس المتعاقبة على البلدية لم تتدخل لحل ولو جزء من جملة المشاكل التي يتخبط فيها قاطنو الحي المذكور رغم الشكاوي والمراسلات الموجهة لدى مصالحهم من أجل التغيير، غير مبالين بالمعاناة اليومية التي ترتب عليها انتشار الأمراض المزمنة أوساط السكان نتيجة الرطوبة العالية التي انجر عنها الإصابة بالربو والحساسية المفرطة والأمراض المزمنة نتيجة طبيعة المكان الذي يصلح لكل شيء إلا لعيش آدميين حسبهم، ولم تتوقف المشاكل عند هذا الحد بل يضاف إليها مشاكل أخرى أثقلت كاهلهم، ابتداء بانعدام غاز المدينة، وهو ما يحتم عليهم جلب قارورات غاز البوتان بأسعار متفاوتة تختلف من محل لآخر، متكبدين عناء نقلها عبر مسافات طويلة تبعد عن مقر سكناهم بمئات الأمتار· وقد عبّر المتضررون في حديثهم ل (أخبار اليوم) عن استيائهم الشديد من تجاهل السلطات المحلية لانشغالاتهم ومعاناتهم واتباعها سياسة الصمت المطبق، لاسيما وأنها مطالب تصنف في قائمة الضروريات، ويضيف أحد القاطنين إنه من غير المعقول ونحن في 2012 لا يزال مواطنون يركضون وراء جلب قارورة غاز وبلديتهم لا يفصلها إلا أمتار عن العاصمة، كما أضاف محدثنا أن المشاكل لا تنتهي عند هذا الحد بل يضاف إليها مشكل عملية ربط قنوات المياه الصالحة للشرب وهي العملية التي تبقى ضرورية قبل القيام بأشغال تعبيد الطريق، حسب الأجندة التي وضعتها البلدية، وبهذا الصدد حمل بعض قاطني الحي في تصريحاتهم ل(أخبار اليوم) مسؤولية الحالة الكارثية التي تشهدها شبكة طرقات الحي وأسباب تأخر عملية تزفيت الطريق المؤدي إلى حيّهم والذي يشهد وضعا كارثيا للغاية، حيث تحولت المسالك الداخلية إلى حفر يصعب حتى على الرجلين اجتيازها· وأمام هذه الوضعية المزرية يطالب سكان الحي السلطات المحلية بضرورة ترحيلهم إلى سكنات لائقة كباقي الأحياء الأخرى التي نالت نصيبها من حقها المشروع في السكن·