مليكة حراث لازالت العائلات المقيمة بالبيوت القصديرية ب واد جكان التابع إقليميا لبلدية الرغاية تتخبط في وضعية مأساوية وقاسية منذ أزيد من 30 سنة جراء انعدام ابسط ضروريات العيش الكريم والحياة المريحة داخل بيوت أصبحت غير صالحة للسكن على الإطلاق نظرا لوضعها المتردي كونها مشيدة بطريقة فوضوية من الزنك والخشب والباربان بعيدة كل البعد عن معايير البناء . وقد أكدوا أن السلطات المحلية على علم بالوضعية الكارثية لحيهم إلا أنها لم تتدخل لتزيح عنهم الغبن ومشاكل الحياة اليومية الصعبة.في هذا الصدد أعرب سكان حي ''واد جكان'' "لأخبار اليوم " عن استيائهم الشديد نتيجة تماطل السلطات المحلية في تسوية وضعيتهم المزرية بسبب غياب أدنى شروط العيش الكريم على غرار الماء الشروب ،غاز المدينة ،الكهرباء حيث يعانون من انعدام أدنى شروط الحياة الكريمة، أو متطلبات الحياة العادية من كهرباء وغاز، فإلى يومنا هذا لا تزال نحو 350 عائلة تقطن بالحي المذكور من دون كهرباء، وهي الوضعية التي أصبحت غير قابلة للسكوت عنها، وقد عبّر المعنيون في حديثهم ل أخبار اليوم عن استيائهم تذمرهم من تجاهل السلطات المحلية لانشغالاتهم ومعاناتهم وإتباعها سياسة الأذن الصماء تجاههم، حيث يقول السكان إنه رغم الشكاوى والرسائل العديدة التي بعثوا بها للجهات المعنية لإيصال انشغالاتهم، لاسيما وأنها مطالب تصنف في قائمات أهم الضروريات، ويضيف أحد المواطنين إنه لا يعقل في قرننا الحالي لا يزال مواطنون يعيشون على ضوء الشموع أو بإيصال أسلاك كهربائية بطريقة عشوائية لإنارة منازلهم، قد تضرهم أكثر مما تنفعهم، كما أن هذا الإيصال الفوضوي للأسلاك في حد ذاته يشكّل خطرا على حياتهم، بسب إمكانية حدوث شرارات كهربائية. انعدام الكهرباء ليس بالمشكل الوحيد الذي يتخبط فيه قاطنو حي واد جكان بالرغاية بل هناك عدة مشاكل أخرى أرقت معيشتهم، على غرار انعدام غاز المدينة، وهو ما يحتم عليهم جلب قارورات غاز البوتان متكبدين عناء نقلها عبر مسافات طويلة تبعد عن مقر سكناهم بمئات الأمتار، وقد تساءلوا عن سبب عدم تزويد حيهم بالغاز الطبيعي، وإنهاء مسلسل معاناة البحث عن قارورات غاز البوتان. ناهيك عن الغياب التام للنظافة بسبب انتشار النفايات بشكل عشوائي مما أدى إلى تراكمها مشكلة بذلك ديكورا ومفرغة عمومية وسط الحي والتي انجرت عنها الانتشار الواسع للحشرات المؤذية والحيوانات الضالة على غرار القطط والكلاب المسعورة وأضاف محدثنا أنهم يعيشون حياة بدائية وعزلة وتهميش بكل ما تحمله المعاني، ورغم كل النداءات الموجهة للسلطات الوصية إلا أنها لم تولي أدنى اهتمام لانشغالاتهم ومعاناتهم التي يتخبطون فيها منذ سنوات خلت ، فضلا عن مشكلة التهيئة المنعدمة التي تشهدها المنطقة كما لو كانت إحدى القرى المهجورة حسبهم ويتساءل هؤلاء عن سر سياسة اللامبالاة التي ينتهجها المسؤولين اتجاههم وعدم التدخل لانتشالهم من حياة الغبن والبؤس ومرارة الحياة التي وصفها هؤلاء بالوضعية الكارثية التي حولت حياتهم إلى جحيم، لاسيما وأنه لا مفر منها، منتظرين في نفس الوقت عمليات الترحيل التي باتت كالأحلام بالنسبة لهؤلاء المتضررين الذين يتم إحصاؤهم كل مرة من أجل ترحيلهم دون تجسيد تلك الوعود على ارض الواقع.