تشهد معظم صيدليات التراب الوطني نقص حادّ في بعض الأدوية الأساسية، علما أن ندرتها تشكّل خطرا حقيقيا على المرضى بوجه عام، خاصّة المصابين بالأمراض المزمنة. وفي هذا الإطار يطالب الصيادلة وزارة الصحّة باتّخاذ تدابير عاجلة لتجنّب الكارثة التي تهدّد صحّة المرضى وتشكّل خطرا على صحّتهم، مع العلم أن الأدوية الجنيسة (المصنّعة محلّيا) المشابهة للأدوية المذكورة تبقى غائبة هي الأخرى في السوق، ما يجعل من الوضع بالغ التعقيد· يعاني سوق الأدوية في الجزائر من اضطرابات وندرة حادّة في الأدوية الأساسية، خاصّة منها تلك المتعلّقة بالأمراض المزمنة والأدوية الفصلية على غرار المضادّات الحيوية الضرورية وكذلك البخاخات الخاصّة بمرضى الرّبو، بالإضافة إلى الأدوية الخاصّة بمرضى السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني وحبوب منع الحمل· وعبّرت مجموعة من المواطنين عن استيائها وخوفها من الأوضاع التي يشهدها القطاع الصحّي، فيما يخص ندرة بعض الأدوية على مستوى الصيدليات ومعاناتهم الشديدة إزاء الوضع كون معظمهم يعانون من أمراض مزمنة ك (السكري وضغط الدم الشرياني والربو وغيرها ). حيث أكّد لنا عبد القادر أحد مرضى الرّبو أنه لم يجد أقراص (سيليستان) التي تساعده على توسيع المسالك التنفّسية منذ مدّة طويلة ويضطرّ لتغييرها بدواء جنيس ليس له نفس الفعالية لسابق الذّكر، وفي مغلب الحالات ينقل إلى المستشفى لاستعمال الأوكسجين للتقليل من حدّة الأزمة عنده· فيما أبدت إحدى المواطنات استياءها من الوضع كونها تعاني من داء السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني، حيث لم تجد أقراص (قلوكوفاج) التي تنقص من حدّة ارتفاع نسبة السكر في الدم، والتي تناسبها أكثر من الدواء الجنيس الذي تتناوله في الوقت الرّاهن· وتنقّلت (أخبار اليوم) لبعض الصيدليات لأخذ آراء الصيادلة جرّاء هذا الوضع الذي يصفونه بال (الكارثة)، حيث أرجعوا السبب الرئيسي لهذه الحالة سوء التوزيع الذي ساهم في ندرة الأدوية وسبب عجز يقدّر ب 70 بالمائة، على حدّ قولهم، وأوضحوا في تصريحهم لنا أن مستوردي الأدوية ليس لهم أيّ علاقة بقطاع الصحّة أو الصيدلة، وزيادة على هذا مضاربة الأسعار التي يقومون بها جرّاء تخزينهم الأدوية والمواد الصيدلانية إلى وقت ندرتها في السوق ومن ثمّة يخرجونها منتهية مدّة صلاحيتها وبأسعار مرتفعة، حيث يغيّرون قصاصات تسعيرتها بأخرى تحمل تاريخا جديدا وأسعارا جديدة لا تتطابق تماما والقديمة· في هذا الإطار، أضاف أحد الصيادلة متحدّثا ل (أخبار اليوم) أن عدد الصيدليات في الجزائر يُقدّر حاليا بحوالي 8600 صيدلية خاصّة، وهو ما يعادل نسبة 95 بالمائة من العدد الإجمالي، إلى جانب 900 صيدلية عمومية و50 صيدلية تابعة لمصالح الضمان الاجتماعي، ومع هذا تواجه النّقص الرهيب في الأدوية الأساسية ك (قلوكوفاج) لمرضى داء السكري و(سيليستان) لداء الرّبو أو ضيق التنفّس وغيرها من الأدوية الأساسية· كما أشار أحد الصيادلة إلى الحقنة التي يستعملها مرضى السرطان وتسعيرتها الغالية التي تفوق التصوّر، حيث وصل سعر الحقنة الواحدة إلى 27 مليون سنتيم وهذا الشيء من المستحيل على حدّ قوله أن يلبّي احتياجات المريض الجزائري، خاصّة وأنه في الآونة الأخيرة ارتفع عدد مرضى السرطان بالجزائر، لذا لابد من السلطات المعنية بالأمر الالتفاتة إلى مثل هذه الأزمة والعمل على الحدّ منها في أقرب الآجال· وفي سياق آخر، كانت النقابة الوطنية للصيادلة الخواص قد أكّدت أن مشكل ندرة الأدوية في المراكز الصحّية غير مرتبط لا بمدراء المستشفيات ولا ببرنامج الاستيراد الذي تمّ تسليمه لكلّ المتعاملين الصيدلانيين في 15 نوفمبر 2011، وتمّ إلزامهم باحترام هذه البرامج خلال الثلاثي الأوّل من السنة الجارية، غير أنه لم يتمّ تسليم سوى 20 بالمائة من هذه البرامج، ممّا تسبّب في أزمة في توزيع في الأدوية·