أفادت مصادر مطلعة أن الجزائر تنسق مع العديد من الدول بهدف إنقاذ دبلوماسييها المختطفين في دولة مالي من مصير مجهول، وتشير المراجع نفسها إلى أن المنطقة تعيش ما يمكن وصفه بالاستنفار العالمي الهادف لتحرير القنصل الجزائر بغاو ومعاونيه الستة، في الوقت الذي تستمر حملة الشجب والتنديد، وتستمر المفاوضات غير المباشرة مع الخاطفين أيضا· وتواصلت التنديدات الدولية بالاعتداء الذي استهدف القنصلية الجزائرية بمالي والذي أسفر عن اختطاف القنصل الجزائري رفقة ستة من معاونيه، في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات الجزائرية مع الجهة الخاطفة والتي قيل أنها جماعة تنتمي إلى ما يعرف بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ويطلق عليها اسم حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، وطالبت الجهات المنددة بالإفراج الفوري عن المختطفين معربة عن تعاطفها مع السلطات الجزائرية وأسر الدبلوماسيين· توالت الصيحات الوطنية والدولية منددة بعملية اختطاف القنصل الجزائري رفقة ستة موظفين بالقنصلية الجزائرية بمالي، واستمرت التنديدات مع استمرار المفاوضات لتحرير المختطفين في أقرب الآجال، حيث أعربت السلطات الليبية أمس الثلاثاء عن استنكارها للعملية التي استهدفت القنصلية الجزائرية بمدينة غاو شمال مالي والتي تم خلالها اختطاف القنصل الجزائري رفقة ستة دبلوماسيين واعتبرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الانتقالية في ليبيا في بيان صحفي أوردته وكالة الأنباء الليبية عملية اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين خرقا للقوانين وانتهاكا للأعراف الدولية، وعبرت إلى جانب ذلك عن تضامنها مع الحكومة الجزائرية وعائلات المختطفين متمنية تحريرهم وعودتهم سالمين في أقرب الآجال، كما أبدت في ذات البيان موقفها الرافض للإعلان عن استقلال إقليم أزواد معربة عن إدانتها لحركة المتمردين التي وصفتها بالحركة الانفصالية المتمردة التي تهدف إلى تقسيم أراضي دولة مالي، وبالإضافة إلى ذلك لم تخف السلطات الليبية قلقها البالغ من التطورات السلبية التي تشهدها مالي مؤخرا لاسيما في ظل الأزمة المزدوجة التي تمر بها والتي من شأنها تهديد الوحدة الوطنية والترابية للدولة· كما أدان مجلس الأمن الأممي التابع لهيئة الأممالمتحدة أول أمس الاثنين في بيان نشرته الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تتولى رئاسة مجلس الأمن خلال شهر أفريل عملية اختطاف الدبلوماسيين السبعة يوم الخميس الفارط بمدينة غاو المالية من طرف مسلحين مجهولين حسبما جاء في البيان الذي أشار إلى أن أعضاء المجلس الخمسة عشر ينددون بكل أعمال العنف والنهب التي تمارس بمالي لاسيما تلك التي تستهدف العاملين في المجال الإنساني، وإلى جانب ذلك عبر أعضاء مجلس الأمن عن استنكارهم لعملية اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين بمدينة غاو، داعين إلى الإفراج الفوري عن كل الأشخاص الذين تم اختطافهم إضافة إلى الوقف الفوري لكل أعمال العنف وجددوا زيادة عن ذلك دعوتهم إلى جميع الأطراف في مالي للبحث عن حل سلمي من خلال حوار سياسي فعّال من شأنه إنهاء المشكل المطروح، كما أظهر الأعضاء قلقهم مما وصفوه بالتهديد الإرهابي المتزايد في منطقة شمال مالي وذلك بسبب تمركز ما يعرف بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في المنطقة إضافة إلى وجود بعض الأفراد في صفوف المتمردين والذين وصفهم البيان بالعناصر المتطرفة· وللإشارة فإن هذا البيان يعد الرابع منذ الانقلاب الذي حصل يوم 22 مارس الفارط، حيث أصدر مجلس الأمن قبل هذا البيان التنديدي ثلاثة بيانات أخرى بخصوص الوضع في مالي وذلك منذ الانقلاب الذي قاده عسكريون ضد الرئيس المالي أمادو توريه احتجاجا على موقفه السلبي اتجاه الوضع شمال البلاد ما سمح بتأزم الأوضاع وزحف حركة الأزواد التي أعلنت عن استقلالها منذ أيام· ولا تزال المفاوضات جارية في جو من التحفظ والسرية من أجل تحرير الدبلوماسيين الجزائريين السبعة الذين تم اختطافهم الخميس الفارط عقب اقتحام مقر القنصلية بمدينة غاو شمال مالي من طرف مسلحين مجهولين وقد تبنت هذه العملية جماعة تسمي نفسها (حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا)، وأفادت مصادر إعلامية قبل يوم أن عملية الإفراج عن المختطفين كادت أن تتم الاثنين، إلا أن المفاوضين الجزائريين رفضوا شروطا جديدة أملتها الجهة الخاطفة في آخر لحظة ما أدى إلى تعطيل عملية المفاوضات وتسليم الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين·