اعتبرت الخارجية الروسية بأن اختطاف قنصل الجزائر وستة من معاونيه بغاو بشمال مالي دليل على حالة الفوضى التي تجتاح المنطقة، وطالبت بإطلاق سراح المختطفين فورا، وأعلنت الجامعة العربية في بيان لها، أمس، عن تضامنها مع الجزائر، داعية إلى إطلاق سراح الدبلوماسيين الجزائريين، كما عبرت عن إدانتها لكل الأعمال الإرهابية مهما كان مصدرها. أكدت الجامعة العربية في بيان لها، أمس، أنها تتابع ببالغ الاهتمام الجهود المكثفة التي تقوم بها الدبلوماسية الجزائرية، والأجهزة المعنية للعمل على إطلاق سراح الدبلوماسيين الجزائريين الذين اختطفوا في مدينة غاو شمال مالي، وعبرت عن تضامنها مع الجزائر، ودعت في نفس السياق »المختطفين وكافة الأطراف التي لها علاقة بهذا الحادث إلى الإفراج الفوري عن الدبلوماسيين الجزائريين«، كما أعربت الجامعة العربية عن إدانتها للأعمال الإرهابية بجميع أشكالها وأيا كان مصدرها مطالبة بتضافر الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة التي استشرت بصفة خاصة في الساحل والصحراء والعمل على اقتلاع جذورها وتجفيف منابعها الفكرية والمالية واللوجيستية. ومن جهتها عبرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها صدر أول أمس الاثنين عن قلقها بخصوص مصير الدبلوماسيين الجزائريين المخطوفين في مالي الأسبوع الماضي، وطالبت بالإفراج عنهم فورا، وجاء في بيان الخارجية الروسية أن »اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين أصبح دليلا آخر على الفوضى التي اجتاحت المنطقة والعنف وخرق القانون الدولي من قبل الانفصاليين وعناصر المجموعات الإرهابية، مما يزيد من تعقد الوضع المتأزم أصلا في مالي ومنطقة الصحراء والساحل«، ودعت الخارجية الروسية إلى »إطلاق سراح الدبلوماسيين الجزائريين فورا، والى إعادة الوضع في مالي إلى المجال القانوني بشكل عام«. وعبرت ليبيا التي كانت قد أدانت بشدة اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين وعبرت عن تضامنها مع الحكومة الجزائرية، عن رفضها التام ل »ما سمي إعلان استقلال أزواد« حسب وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وعبرت عن إدانتها »للحركة الانفصالية المتمردة التي استهدفت تقسيم أراضي دولة مالي«، مضيفة بأن »ليبيا تعرب عن قلقها البالغ إزاء التطورات السلبية في جمهورية مالي وما تمر به من أزمة مزدوجة من شأنها تهديد وحدتها الوطنية والترابية«، مؤكدة من جهة ثانية أنها تضم صوتها إلى مفوضية الاتحاد الإفريقي والدول التي أدانت هذا العمل. وجاء الموقف الروسي وموقف الجامعة العربية وليبيا في إطار تواصل حملة تنديد دولية وإقليمية ومغاربية لعملية الاختطاف التي استهدفت قنصل الجزائر بغاو، بوعلام سايس وستة من معاونيه، فضلا عن رفض الخطوة التي أقدمت عليها حركة تحرير أزواد بعد إعلان الاستقلال والانفصال عن مالي. وبعد تكذيب الخارجية الجزائرية على لسان مراد مدلسي خبر إطلاق سراحهم، كشفت مصادر من حركة الأزواد عن شروع الحركة في مفاوضات مع التنظيم الإرهابي المسمى »حركة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا«، المنشق عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، من أجل إطلاق سراح الرهائن، وأكدت مصادر مسؤولة في حركة الأزواد بأن الحركة لا تنوي المساومة بالرهائن وأنها ستسلمهم فورا دون قيد وشرط للجزائر بمجرد تحريرهم من خاطفيهم.