اتخذت الأحداث في مالي أبعادا خطيرة في الساعات القليلة الماضية، وهذا بعد قيام جماعة يرجح أن تكون متحالفة مع ما يعر ف "بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي " باختطاف قنصل الجزائر بغاو وستة من معاونيه و اقتيادهم إلى وجهة مجهولة حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية . و أكدت بدورها وزارة الخارجية على لسان مسؤولها الأول مراد مدلسي، خبر اختطاف القنصل و معاونيه من قبل أطراف مجهولة و هذا على هامش اللقاء الذي جمعة بالمنظمة غير الحكومية الأمريكية "ناشيونال ديمكراتيك انستيتيوت و أكد مدلسي أنه قد تم إنشاء خلية أزمة لمتابعة الوضع حتى نضمن سلامة هؤلاء الجزائريين يضيف مدلسي. هذا و قد نقلت وكالة الأنباء الفرنسية من أمام مبنى القنصلية الجزائرية بمالي عن شهود عيان، أن إسلاميين مسلحين قاموا يوم الخميس الفارط باقتحام قنصلية الجزائر في مدينة غاو شمال شرقي مالي و قاموا برفع العلم السلفي الأسود على مبنى القنصلية و عليه كتابات بالعربية و قاموا باحتجاز عدد من الدبلوماسيين الجزائريين ،فيما صرح شاهد آخر أنه لا يزال العلم الجزائري مرفوعا فوق منزل القنصل الجزائري بمالي . و قد بثت عدة فضائيات شريطا يظهر جماعة مجهولة وهي تصطحب القنصل الجزائري إلى وجهة مجهولة داخل سيارة دفع رباعي، وظهر الخاطفون ملثّمين. و قد سبق للخارجية الجزائرية أن نفت خبر عن تعرض قنصلية الجزائر للإعتداء منذ أربعة أيام تقريبا ،و هذا بعدسيطرة مقاتلي ''الجهاد و التوحيد'' على أغلب ربوع مدينة غاو . وفي سياق متصل، أعلن موسى اغ الطاهر المتحدث باسم حركة الأزواد، أكبر فصائل حركة تمرد الطوارق في مالي، صباح أمس الجمعة عن استقلال شمال مالي، مؤكدا عزم الحركة على احترام "الحدود مع الدول المحاذية ، وقال اغ الطاهر "لقد انهينا للتو معركة مهمة جدا، هي معركة التحرير" مستعيدا ما ورد في بيان حركة تحرير ازواد الذي وقعه امينها العام بلال اغ الشريف. وجاءت هذه الأحداث المتسارعة ،على اثر الانقلاب العسكري الذي وقع قبل اسبوعين وأطاح نظام الرئيس امادو توماني توري، فعمت الفوضى مالي، وسيطر المتمردون الطوارق ومجموعات اسلامية في نهاية الاسبوع الماضي على ثلاث من كبرى مدن الشمال، وهي كيدال وغاو وتمبكتو، بدون ان يلقوا اي مقاومة من الجيش المالي الذي يعاني من سوء التجهيز والتنظيم، ما ادى الى انقسام البلد الى قسمين. وتغلب بعد ذلك اسلاميو حركة انصار الدين التي يقودها زعيم الطوارق عياد اغ غالي، وعناصر من القاعدة في المغرب الاسلامي، على الحركة الوطنية لتحرير ازواد التي اعلنت من جانب واحد مساء الخميس انتهاء "عملياتها العسكرية".