تعيش أكثر من 200 عائلة بسكنات هشة تفتقر إلى أدنى ضروريات العيش الكريم، وما زاد معاناتها الروائح الكريهة المنبعثة من مفرغة واد السمار التي تسببت في العديد من الأمراض المزمنة على غرار صعوبة التنفس والربو وغيرها من الأمراض الخطيرة، الأمر الذي بات يشكل هاجسا على الراحة والصحة العمومية، ومازاد من تفاقم الوضع هو الانتشار المذهل للمزابل والنفايات التي زحفت نحو الحي وصارت تحاصرهم من كل الاتجاهات، وحسبهم رغم إطلاق مئات الشكاوي والنداءات للمسؤولين للتدخل لاحتواء المشكل والقضاء على هذه النقطة السوداء قبل وقوع مالا يحمد عقباه وحدوث كارثة صحية ووبائية يذهب ضحيتها مواطنون أبرياء لاذنب لهم إلا أنهم كانوا ضحية أزمة السكن والهروب من مجازر الإرهاب والتي تنام وتستيقظ على الروائح الكريهة التي أدت إلى الاختناق، إلا أن لا شيء حدث من هذا القبيل، كما تسبب الوضع المتردي في تعرض معظم السكان إلى تعقيدات صحية لا أول لها ولا آخر لاسيما ماتعلق بصعوبة التنفس والاختناقات المتتالية والتي مست الأطفال خاصة والتي تستدعي نقلهم في كل مرة إلى مستشفى زميرلي بالحراش· وحسب العائلات القاطنة بالقرب من المفرغة أنها تتخبط في ظروف قاسية بسكنات لا تصلح حتى للحيوانات بسبب هشاشتها وافتقارها إلى أدنى ضروريات الحياة الكريمة· وقد عبر لنا بعض المواطنين عن مدى تذمرهم من الوضع المأساوي الذي يعيشونه منذ أكثر من 20 سنة دون تدخل السلطات المعنية، كما تحدث السكان في ذات السياق عن سياسة اللامبالاة والتغاضي عن حجم المشكل القائم الذي تتخبط فيه عشرات العائلات غير مبالين بما تلحقه تلك النفايات من أضرار بهؤلاء السكان الذي فرضت عليهم الظروف البقاء تحت رحمة المزابل دون أي التفاتة تذكر أو تدخل من البلدية لإزالة الروائح الكريهة التي تسد الأنفاس، كما كانت في وقت مضى تقوم بعملية الرش للتقليل من ضرر الحشرات التي تعرف انتشارا بالمنطقة، خصوصا وأنهم يقيمون بالقرب من مفرغة واد السمار، التي ازداد تعفنها أكثر وروائحها الكريهة المنتشرة بسبب تأخر دخول شاحنات رش المبيدات إن لم نقل تكاد تنعدم في الوقت الحالي على الأقل، مما ساهم بشكل كبير في تلوث المحيط وأدى إلى انتشار الحشرات بكل أنواعها خصوصا القوارض المتواجدة بشكل ملفت للانتباه مما حوّل حياة السكان إلى جحيم وكابوس أسود أنهك كاهلهم وحرمهم من النوم والراحة، خوفا على أنفسهم وأطفالهم من لسعات العقارب والحشرات الضارة، وأضاف ذات المتحدث أنهم يتقاسمون المكان مع الجرذان والفئران التي تتغذى بكل أنواع المزابل، مما يشكل خطرا على صحتهم في حال تعرضهم للسعات تلك الحشرات المؤذية، وعبر صفحاتنا ناشد هؤلاء السكان السلطات العليا في البلاد والمحلية الالتفات إلى وضعهم المزري ووضع حد لمعاناتهم اليومية بترحيلهم إلى سكنات لائقة كباقي الجزائريين·