أعلن الجيش السوداني أنه أصبح يسيطر على الأوضاع تماما في منطقة هجليج التي احتلّتها قوّات الجنوب في وقت سابق· وأكّد العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرّسمي باسم القوّات المسلّحة السودانية، أن منطقة هجليج تحت السيطرة تماما بنسبة 100 %· وقال الصوارمي فى بيان له: (إن هدف القوّات المسلّحة ليس فقط محاربة جيش دولة جنوب السودان الذي دخل المنطقة وإنما إبعاد شبح الحرب نهائيا عنها بتدمير البنى الأساسية للجيش الغازي)· وأضاف الناطق: (إن العدو هرب إلى منطقة التشوين، وتساءل: (ما معنى أن ندخل هجليج ويهرب بعد ذلك العدو إلى منطقة التشوين ليبقى جوّ الحرب مخيِّما على كلّ المنطقة من جديد؟)· وأكّد الصوارمي أن القوّات المسلّحة تصعّد عملياتها لتحقيق أهدافها بوضع حدّ نهائي لمسبّبات الحرب· ويخطّط وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو للسفر إلى دولتي السودان وجنوب السودان لاحتواء الأزمة القائمة بينهما، كما أجرى الوزيرالمصري اتّصالا هاتفيا مع نظيره الإثيوبي هايلي مريم ديسالن لاحتواء الأزمة· وقالت الخارجية المصرية في بيان إن الوزير عمرو بحث مع ديسالن آخر تطوّرات الموقف على الحدود بين الشمال والجنوب والتنسيق بين التحرّكات المصرية والإثيوبية لتدارك الأزمة· وتناول وزير الخارجية محمد عمرو مع نظيره الإثيوبي رؤية مصر للتعامل مع الأزمة والخطوات التي يمكن من خلالها نزع فتيل التوتّر بين الطرفين وتحقيق التهدئة، وبما يساعد على وقف التصعيد العسكري وتهيئة الأجواء لاستئناف المفاوضات حول القضايا العالقة· وقد أعرب الوزير الإثيوبي عن التقدير للجهود المصرية وترحيبه بالدور الذى تضطلع به مصر في هذا الشأن، واتّفق الوزيران على مواصلة التنسيق بين البلدين وصولاً إلى احتواء الأزمة· وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن المشير طنطاوي أصدر أوامره بإيفاد الوزير عمرو إلى الدولتين لتقريب وجهات النّظر بينهما· وأضافت الوكالة أن طنطاوي أجرى اتّصالين هاتفيين بالرئيس السوداني عمر البشير ورئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت لبحث المشكلة الحالية بين البلدين· وكانت قوّات الجيش الشعبي التابع لدولة جنوب السودان قد استولت على هجليج الحدودية النّفطية الثلاثاء الماضي بعد اشتباكات عنيفة، وزعم مسؤولون جنوبيون أن (هجليج تابعة لجنوب السودان وضُمّت إلى الشمال بعد اكتشاف النّفط بها في سبعينيات القرن الماضي أثناء حكم الرئيس السابق جعفر النميري)، وردّت الخرطوم بأن المنطقة سودانية خالصة ولا تدخل في المناطق المتنازع عليها بين الدولتين· يُذكر أن البلدين خاضا معارك عنيفة يومي 26 و27 مارس الماضي، بعد أقل من عام على تقسيم السودان في جويلية 2011.