أعلن الجيش السوداني أنه أحكم قبضته على مداخل منطقة هجليج، التي استولى عليها الجيش الشعبي التابع لدولة جنوب السودان، وأنه يقترب من «تحريرها»، بعد تكثيف هجومه عليها من ثلاثة محاور. في الوقت الذي بدأت مصر جهودا لاحتواء الأزمة بين دولتي السودان وجنوب السودان. وقال جيش السودان إن قواته دخلت منطقة هجليج وإنها تقاتل قوات جنوب السودان على بعد كيلومترات قليلة من الحقل النفطي الحيوي للاقتصاد السوداني حيث ينتج نحو نصف الإنتاج النفطي البالغ 115 ألف برميل يوميا. وقال المتحدث باسم جيش السودان الصوارمي خالد للصحفيين بالخرطوم «نحن الآن في منطقة هجليج على بعد بضعة كيلومترات من بلدة هجليج وحقل النفط فيها». وأضاف أن القتال ما زال دائرا، مشيرا إلى أن الهدف الحالي للجيش السوداني «ليس دخول بلدة هجليج وإنما هو تدمير آلة الحرب الجنوبية». لكن جوبا التي تقول إنها لن تنسحب من هجليج إلا بعد نشر قوات للأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار، كذبت هذه التصريحات ووصفتها بأنها «محض أمنيات» وقالت إن الجيش الجنوبي لا يزال يسيطر على البلدة. وأوضح المتحدث العسكري لجنوب السودان فيليب أقوير أن القوات السودانية ما زالت على بعد 30 كلم على الأقل من بلدة هجليج، وقال «إنهم يحاولون إقناع شعبهم بأنهم يحققون تقدما». وأكد وزير الإعلام بجنوب السودان برنابا ماريال بنجامين في تصريحات لقناة «الجزيرة» أن هجليج لاتزال تحت سيطرة بلاده. وتقول الأممالمتحدة إن نحو عشرة آلاف شخص فروا من المعارك في منطقة هجليج الحدودية. في السياق ذاته، كلّف رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير محمد حسين طنطاوي السبت وزير الخارجية محمد كامل عمرو بالسفر إلى دولتي السودان وجنوب السودان لاحتواء الأزمة القائمة بينهما. كما أجرى الوزير اتصالا هاتفيا مع نظيره الإثيوبي هايلي ماريام ديسالن لاحتواء الأزمة. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن المشير أصدر أوامره بإيفاد الوزير عمرو إلى الدولتين لتقريب وجهات النظر بينهما، مضيفة أن طنطاوي أجرى اتصالين هاتفيين بالرئيس السوداني عمر البشير ورئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت لبحث المشكلة الحالية بين البلدين. من ناحية أخرى، دعت مجلة «تايم» الأمريكية إلى ما وصفتها بالحاجة الملحة للتعاون والتنسيق الأمريكي الصيني، ولبذل الجهود لإيجاد حل للأزمة المتفاقمة بين السودان وجنوب السودان، وذلك مخافة انزلاق البلدين إلى أتون حرب طاحنة، ولأن للأزمة تداعيات سلبية على مصالح بكين وواشنطن على حد سواء. وأشارت إلى ما وصفتها بالمآسي التي تسبب بها النظام السوداني في الخرطوم برئاسة عمر البشير في مناطق عدة في دارفور وفي جنوب السودان، والمتمثلة في قصفه المدن والبلدات على رؤوس أهلها، إضافة إلى استمرار عمليات الاختطاف والاغتصاب والحرمان من الطعام لأسباب عرقية.