رفض الرئيس اليمني الجديد عبد ربه منصور هادي اشتراطات مسبَّقة للرئيس المخلوع علي عبد اللّه صالح بالإبقاء على نجله الأكبر العميد أحمد في منصبه القائم كقائد للحرس الجمهوري مقابل تنفيذ القرار الرئاسي بإقالة أخيه غير الشقيق اللّواء محمد صالح الأحمر من منصبه كقائد للقوّات الجوّية· وأوضحت بعض المصادر أن صالح لوّح بأنه في حال بقاء نجله في منصبه سينهي حالة المراوحة في تنفيذ القرار من قبل الأخير الذي ما يزال يسيطر فعليا على قاعدة الديلمي الجوية، المجاورة لمطار صنعاء الدولي· ونقلت صحيفة الخليج عن المصادر قولها إن هادي يفكّر جدّيا في اتّخاذ قرارات جريئة فيما يخص تسوية الوضع الوظيفي للعميد أحمد علي عبد اللّه صالح، خاصّة بعد دعم مجلس الأمن لقرارات هادي الأخيرة بإجراء تنقلات وتغييرات في أوساط القيادات العسكرية المثيرة للجدل والموالية للرئيس السابق، وقائد المنطقة الشمالية والغربية اللّواء علي محسن الأحمر، وتلويحه مؤخّرا بفرض عقوبات على أقارب الرئيس السابق وتصنيفهم كمتمرّدين على الشرعية الدستورية القائمة في البلاد· وقد اعتذر هادي عن حضور أيّ اجتماعات للّجنة العامّة لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح بصفته رئيسا للحزب، كان آخرها اجتماع عقد السبت في منزل صالح، كما أبدى استياءه من التصريحات الأخيرة التى أدلى بها الناطق الرّسمي باسم الحزب، والتي انتقد من خلالها أداء حكومة الوفاق الوطني· من جهته، أكّد سياسي يمني معارض بقاء الثوّار بالساحات حتى يحقّقوا الأهداف التي من أجلها قاموا بالثورة اليمنية، رافضا الاعتراف بحصانة صالح ودعا إلى الحوار مع عناصر تنظيم القاعدة· فقد قال عضو قيادة المجلس الوطني باليمن وخطيب ساحة التغيير والقيادي في حزب الإصلاح صلاح مسلم باتيس: (إن ثوّار اليمن مازالوا متواجدين في الساحات، وسيظلّون فيها حتى تحقيق أهداف الثورة بالكامل)، مشدّدا على أنهم لا يعترفون بأيّ حصانة للرئيس اليمني السابق على عبد اللّه صالح، وأشار إلى أن عبد ربه منصور هادي الرئيس الحالي إنسان صالح ولا يٌتّهم بالفساد، إلاّ أنه متردّد وليس له دور، لكنه اتّخذ العديد من القرارات التي أزعجت والولايات المتّحدة في الفترة الأخيرة، أهمّها إقالة أقارب صالح من الجيش والوزارات، وفقا لموقع (اليوم السابع)· وشدّد باتيس على أهمّية وضرورة إعادة هيكلة الجيش والأمن والوزارات بالكامل لإقصاء أقارب صالح نهائيا، واستقلال القضاء، والدخول في حوار وطني مفتوح لا يستبعد أيّا من القوى السياسية، وصولاً إلى دولة مدنية حديثة يحكمها شرع اللّه، وفي حال عدم حدوث ذلك سيصعّد الثوّار من تحرّكاتهم في الساحات، وأكّد أن الثورة اليمنية لن تفقد سلميتها لوعي الشعب اليمني، وقال: (إنه رغم أن الشعب اليمني يمتلك الملايين من قطع السلاح، إلاّ أن خياره كان الخروج إلى ساحات التغيير فى ثورة لإسقاط النّظام دون حمل السلاح وبشكل سلميّ، لافتا إلى أن الثوّار الآن يسيطرون على 17 وزارة، أهمّها وزارة العدل، وطالب بإجراء حوار مع أعضاء تنظيم القاعدة لإلقاء السلاح والانخراط في العمل السياسي عن طريق تشكيل حزب لهم، مؤكّدا أن صالح كان يحارب الحوثيين والقاعدة علنا ويدعِّمها سّرا حتى يبثّ الفرقة بين أبناء اليمن حفاظا على كرسيه، وأن الولايات المتّحدة كانت تحارب القاعدة لحملها السلاح وتدعّم الحوثيين الذين يحملون السلاح أيضا·