أقدمت إدارة اتحاد العاصمة على مراسلة الرّابطة الوطنية المحترفة تنديدا بالأحداث الدامية التي شهدها ملعب سعيدة أوّل أمس لحساب الجولة ال 25 من البطولة الوطنية المحترفة بعد ارتفاع عدد الجرحى في تشكيلة الاتحاد إلى 13 لاعبا، منهم لاعبان في حالة خطيرة ونخصّ بالذّكر كلاّ من عبد القادر العيفاوي وبوشامة ومايغا وجديات وزماموش ومفتاح وشافعي وحميتي وخوالد ولموشية، بالإضافة إلى المسيّر عبد اللّه شرشار· كشفت بعض المصادر المقرّبة من بيت الاتحاد أنها تنوي الانسحاب من باقي جولات البطولة في ظلّ استحالة المواصلة ب 13 لاعبا مصابا وتعفّن محيط كرة القدم في البطولة الوطنية المحترفة· وللإشارة، فإن مدافع الاتحاد عبد القادر العيفاوي يخضع للمراقبة الطبّية الخاصّة بمستشفى (مصطفى باشا) الجامعي رفقة المسيّر عبد اللّه شرشار. قال متحدّث من فريق اتحاد العاصمة إن الأحداث اللاّ رياضية التي أعقبت مباراة سعيدة لم يسبق وأن عاش مثلها فريق الاتحاد طوال تاريخه الكروي بالنّظر إلى الطريقة التي استعملها بعض من أنصار الفريق المحلّي، حيث انهالوا على كلّ من له علاقة بالفريق العاصمي بطريقة (وحشية) كادت تودي بحياة العديد من اللاّعبين وفي مقدّمتهم اللاّعب عبد القادر العيفاوي المتواجد حاليا بمستشفى (باشا) الجامعي، وكذلك النّاطق الرّسمي للفريق شرشار أصيب هو الآخر إصابات بليغة على مستوى الرّأس· وحسب مصدر أمني، فقد تمّ نقل اللاّعبين العيفاوي وحميتي وشافعي وبوشامة والإفريقي مايغا والحارس زماموش والمسيّر عبد اللّه شرشار إلى مصلحة الاستعجالات لمستشفى (أحمد مدغري) بسعيدة لتلقّي الإسعافات الأوّلية· كما نقل كذلك عدد من أعوان الشرطة إلى نفس المصلحة بعد إصابتهم أثناء تدخّلهم لتوقيف المتسبّبين في الشغب ومحاولة حماية عناصر فريق اتحاد العاصمة المعتدى عليهم· وحسب نفس المصدر فقد تعرّض مبنى وكالة (الجزائرية للمياه) وشركة توزيع الكهرباء للغرب بحي (5 جويلية) القريب من ملعب (13 أفريل 1958) الذي احتضن اللّقاء لأعمال تخريب من قبل بعض الشباب، إلى جانب تكسير أعمدة الإنارة العمومية القريبة من المكان قبل أن يتمكّن عناصر الشرطة من التحكّم في الوضع· مسيّر في اتحاد العاصمة: "ما حدث لنا في سعيدة سابقة خطيرة" وصف السيّد علاش مسيّر في فريق اتحاد العاصمة ما حدث أوّل أمس لفريقه الاتحاد بمدينة سعيدة بسابقة خطيرة في تاريخ الكرة الجزائرية وينذر بحدوث ما هو أخطر في ملاعب أخرى إن لم تتحرّك الجهات الوصية لردع المتسبّبين في أحداث ملعب سعيدة· يقول علاش: (كلّ شيء كان مدبّرا لنا بمدينة سعيدة، فقبل انطلاق المباراة تعرّض العديد من أنصار الفريق لاعتداءات جسمانية من طرف البعض من أنصار مولودية سعيدة،. وتواصلت اعتداءات السعيدين على أنصار الاتحاد أثناء المباراة، الأمر الذي اضطرّ رجال الأمن إلى التدخّل، لكن الكارثة الحقيقية تلك التي حدثت فور توقيعنا لهدف التعادل، حيث تفاجأنا بعدد كبير من أنصار الفريق المحلّي يقتحمون أرضية الميدان وراحوا ينهالون علينا بطريقة وحشية)· علاش وصف إصابة اللاّعب عبد القادر العيفاوي بالخطيرة، حيث استدعت نقله على جناح السرعة الى مستشفى (باشا) الجامعي، وهو الآن تحت العناية الطبّية، وسيضطرّ إلى الابتعاد عن الملاعب لفترة لا تقلّ عن الشهرين)· وعلى غرار العيفاوي زميلاه في الفريق بوشامة ومايغا سيغيبان عن الملاعب لفترة لا تقلّ عن الشهر بالنّظر إلى خطورة إصابتهما على مستوى الرّأس· من جهته، النّاطق الرّسمي لفريق اتحاد العاصمة عبد اللّه شرشار وحسب المتحدّث علاش فإن شرشار إصابته بليغة على مستوى الرّأس بعد رجمه من طرف بعض أنصار مولودية سعيدة، ولولا تدخّل رجال الأمن في الوقت المناسب لكان في تعداد الأموات، وحسبه فإن حالته الصحّية جدّ خطيرة· وفي الأخير، تأسّف علاش للغياب الكلّي لمسيّري فريق مولودية سعيدة، فرغم ضخامة الكارثة إلاّ أنه لا أحد من مسيّري مولودية سعيدة تدخّل لتهدئة الأوضاع، باستثناء والي ولاية سعيدة الذي قام بزيارة المصابين في مستشفى سعيدة· لموشية: "عيب وعار" تهجّم اللاّعب الدولي خالد لموشية على كلّ من له علاقة بالأحداث اللاّ رياضية التي أعقبت مواجهة فريقه أمام مولودية سعيدة بتصريح خصّ به القناة الإذاعية الجزائرية الدولية: (ما حدث لنا في مدينة سعيدة يبقى وصمة عار في جبين أنصار مولودية سعيدة، إذ لا يعقل أن يتهجّم علينا المئات من الأنصار بطريقة وحشية فور توقيعنا لهدف التعادل، فمهما كانت مبرّرات هؤلاء الأنصار في أن الحكم أضاف سبع دقائق، وأنه كان منحازا إلى فريق الاتحاد إلاّ أن هذا لا يبرّر، فكان من الواجب على هؤلاء الأنصار أن يصفّقوا بطريقة رياضية على الفريقين كون مباريات كرة القدم ربح وخسارة)· لموشية كشف في حديثه أنه لم يسلم من اعتداءات أنصار مولودية سعيدة، وقد حاول تهدئة الأجواء المشحونة إلاّ أنه فشل في ذلك ونجا بأعجوبة من وحشية الجماهير الغاضبة، حسب قوله· قرباج: "لن نسكت على ما حدث" بعد أن أبدى أسفه الشديد للأحداث اللاّ رياضية التي واكبت مواجهة مولودية سعيدة واتحاد العاصمة، قال الرجل الأوّل في الرّابطة المحترفة محفوظ قرباج إنه لن يسكت عنلى ما حدث بملعب مدينة سعيدة، وسيطلب من المعنيين بالأمر مدّه بكلّ صغيرة وكبيرة، وسيتمّ من خلالها تسليط أقصى العقوبات على كلّ من تثبت ضده الإدانة· قرباج قال إنه وبعد فشل سياسة (العقاب) دون جمهور، حان الوقت لإيجاد حلول مستعجلة للحدّ من ظاهرة العنف التي استفحلت بشكل رهيب في المدّة الأخيرة وباتت تهدّد مستقبل كرة القدم الجزائرية، إذ لا يعقل أن تتحوّل مباراة كروية إلى كارثة كادت تودي بحياة العديد من لاعبي ومسيّري فريق الاتحاد·