طالبت إدارة اتحاد الجزائر بإعادة النظر في العقوبة التي أقرتها الرابطة المحترفة في حق مولودية سعيدة بتسليط أشد العقوبات على المتسببين، لأن ماحدث في ملعب سعيدة يعد بمثابة انزلاقا خطيرا مسبوقا بالإصرار والترصد والمطالبة أيضا بتسليط عقوبة اللقاءات دون جمهور إلى غاية نهاية الموسم الجاري· قامت إدارة اتحاد العاصمة بمراسلة السلطات الأمنية لفتح تحقيق معمق ووضع الأطراف التي كانت وراء الكارثة أمام حتمية دفع ثمن مخلفات الأحداث المؤسفة والتي زادت من تعفن المحيط الكروي في الجزائر، مما يتطلب على الجهات المعنية عدم التعامل بالعاطفة في اتخاذ قرارات ردعية، لأنه في حالة حدوث العكس فالأمور ستزداد تأزما في الملاعب الجزائرية التي أضحت خطرا على حياة الأنصار الذين ليست لهم أية صلة بمثل هاته التصرفات الشنيعة، الأمر الذي يتطلب تدخل أعلى السلطات لاحتواء الوضع ومن ثمة تجنب الكارثة التي باتت تهدد مستقبل الكرة الجزائرية· وبشأن الأخبار التي مفادها أن إدارة اتحاد العاصمة تفكر في الانسحاب من المنافسة، فقد أكدت اللجنة المسيّرة لتشكيلة (سوسطارة) على لسان نائب الرئيس ربوح حداد أنها لا تفكر إطلاقا في الانسحاب من البطولة، وذلك لأن حجم صدمة كارثة سعيدة والتي حطت كثيرا من معنويات كل من له علاقة بالفريق الذي -حسب إدارة حداد- سيواصل لعب بقية مشوار البطولة بتعداد مبتور من عدة لاعبين، إلا أن ذلك لن يقلل من عزيمة الفريق لمواصلة حصد النتائج الإيجابية ومن أجل افتكاك لقب البطولة والذي سيكون بمثابة أكبر هدية للاعبين والأنصار الذين تعرضوا لإصابات خطيرة في ملعب سعيدة. إيغيل "لم يسبق لي وأن عشت جحيم سعيدة" قال مدرب اتحاد العاصمة مزيان إيغيل: (لم أشاهد طيلة مشواري الرياضي كلاعب أو مدرب أو مسير مثل الكارثة التي عشتها في ملعب سعيدة، مؤكدا أنه أشعر محافظ اللقاء بوجود أمور ستكون عواقبها وخيمة بعد نهاية المباراة في حالة عدم تمكن الفريق المحلي من انتزاع نقاط الفوز، ولكن وللأسف الشديد محافظ المباراة لم يأخذ بعين الاعتبار كلامي، مُضيفا: (لقد شهدت أعوان الملعب أنهم بصدد فتح المدرجات لجماعة من الأشرار لاقتحام الملعب في نهاية اللقاء والقيام بجريمتهم بطرية غير أخلاقية في حق كل الأطراف المحسوبة على اتحاد العاصمة، الأمر الذي يتوجب على أعلى السلطات التدخل في أقرب الآجال لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل حدوث كارثة أخرى في الملاعب الجزائرية· عقوبة غير مطابقة لحجم الكارثة حسب إدارة اتحاد العاصمة، فإن العقوبات التي أصدرتها الرابطة المحترفة في حق مولودية سعيدة لم تكن صارمة مقارنة بالأحداث الخطيرة والتي كادت أن تودي بحياة لاعبي وأنصار محسوبين على تشكيلة (سوسطارة) الذين عاشوا بما يسمى بالجحيم على حساب الناطق الرسمي للفريق ربوح حداد، وعاقبت هيئة قرباج فريق مولودية سعيدة بلعب ثمانية مباريات بدون جمهور وخارج ولاية سعيدة، بالإضافة إلى غرامة مالية تقدر ب 000 200 دج وحرمان المدرب المساعد للفريق احمد قميدي من أداء الرسمية لمدة عامين وغرامة مالية بعشر ملايين سنتيم· حداد يعد الأنصار بوجه أفضل في الموسم المقبل كذب المسؤول على تسيير شؤون إدارة اتحاد العاصمة علي حداد الإشاعات التي مفادها أنه غير متحمس بتاتا للبقاء على رأس الإدارة المسيرة بسبب صدمة جحيم سعيدة، كاشفا أنه سيقوم بكافة الإجراءات الضرورية لوضع اللاعبين في ظروف أفضل من الناحية المعنوية لتجاوز صدمة ما حدث لهما في ملعب سعيدة وتحفيزهم على ضرورة مواصلة لعب بقية المباريات بأكثر جدية من أجل حصد النقاط التي تسمح للفريق بانتزاع لقب البطولة، مؤكدا أنه بصدد اتخاذ جملة من الإجراءات التي من شأنها أن تسمح للفريق بالظهور بوجه أفضل في الموسم المقبل واعدا الأنصار ببلوغ الاحتراف الحقيقي وحصد الألقاب بداية من الموسم المقبل· إيغيل لن يدرب "سوسطارة" الموسم المقبل كشف لنا أحد المقربين من الرئيس علي حداد أن هذا الأخير غير مقتنع بالنتائج التي حققها الفريق بقيادة المدرب مزيان ايغيل، الأمر الذي جعله يضع في مفكرته أسماء عدة مدربين أجانب للشروع معهم في اتصالات رسمية مباشرة مع نهاية الموسم الجاري بهدف التوصل لإقناع المدرب الذي بإمكانه تقديم الإضافة وتعيينه خلفا للمدرب الحالي إيغيل الذي حمله الأنصار مسؤولية الخروج المبكر من منافسة السيدة الكأس وتضييع العديد من النقاط الثمينة أمام فرق لا تملك المؤهلات البشرية والمادية التي هي بحوزة اتحاد العاصمة· وحسب ما علمناه فإن إدارة حداد تراهن على المدرب الحالي لوفاق سطيف التقني السويسري غيغر لبلوغ الأهداف التي تصبوا إليها خلال الموسم القادم، خاصة وأن المعني أعطى موافقته المبدئية لخلافة ايغيل في حالة عدم توصله لاتفاق مع إدارة فريق (مدينة عين الفوارة) بشأن بنود تجديد عقده·