يطالب أكثر من 6 آلاف عامل وعاملة بمؤسسة نات كوم إدارة المؤسسة المعنية بمنحهم حقوقهم الأساسية والتي غابت عنهم منذ سنوات طويلة رغم كل مخاطر المهنة التي يواجهونها يوميا في الميدان·· يجد عمال وعاملات مؤسسة نات كوم بالجزائر أنفسهم في مواجهة مختلف المخاطر أثناء تأديتهم لعملهم الصعب، ورغم تفانيهم في العمل في ظروف توصف بالعسيرة والخطيرة في أغلب الأحيان ومداومتهم للعمل في كل الأوقات بالليل والنهار وحتى في المناسبات والعطل الأسبوعية، إلا أنهم في المقابل يجدون أن أبسط حقوق العمل لم تمنح لهم، على خلاف باقي القطاعات في الجزائر·· وحسب بيان مطالب العمال والذي تحصلت (أخبار اليوم) على نسخة منه، يطالب أكثر من 6 آلاف عامل بالحصول على عدة منح تعتبر أمرا مهما جدا بالنظر إلى المخاطر العديدة التي تواجه العمال يوميا في الميدان كاحتمال الإصابة بالأمراض المعدية والحوادث، لهذا فهم يطالبون بمنحة المنصب مع رفع نسبة منحة المردودية الفردية إلى 30 بالمائة ومنحة الخطر، بالإضافة إلى منحة العدوى بأثر رجعي من جانفي 2008، توسيع منحة المردودية الجماعية لتشمل كافة العمل بدون استثناء·· كما يعاني أغلب الأعوان الذين يشغلون مناصب رؤساء الفرق في أغلب فروع هذه المؤسسة من تهميش وظلم حقيقيين، من خلال عدم استفادتهم من مقابل مادي منذ عدة سنوات، بالإضافة إلى عدم امتلاكهم لأي وثيقة رسمية تبين صفتهم·· إلا أن أهم مطلب يبقى الزيادة في الأجور الذي يبقى ضئيلا جدا ولا يتماشى مع غلاء المعيشة، كما أنهم لم يستفيدوا من الزيادة منذ فترة طويلة، ولم تغب قضية العمال المتعاقدين عن مطالب نقابة عمال نات كوم، ولهذا فهم يطالبون بالتسوية الفورية لوضعية العمال المتعاقدين بهذه المؤسسة والذين يعتبرون أكثر فئة تعاني بهذه المؤسسة لعدم استفادتهم من أبسط الحقوق والامتيازات·· وبالإضافة إلى كل هذه المطالب الأساسية التي تعتبر من أبسط الأمور التي يستحقها هؤلاء العمال الذين يتعرضون للتهميش من الإدارة ومن المجتمع الجزائري، فهم كذلك يجدون أنفسهم يعملون في مقرات مهترئة أصبحت حسب بيان النقابة تشكل خطرا حقيقا على حياة هؤلاء العمال ولذا فهم يطالبون بتصليحها في أقرب وقت ممكن·· حقوق مهمشة في ظروف عمل كارثية تقابلها تضحية من أجل كرامة الوطن أكد المكلف بالإعلام على مستوى النقابة المستقلة لعمال النظافة السيد مسعود شنياف في اتصال ب(أخبار اليوم)، بأن أكثر من 6 آلاف عامل بمؤسسة نات كوم كانوا سيدخلون في إضراب مفتوح بداية من يوم الأحد الماضي، احتجاجا على حقوق مهمشة لم ترد عليها إدارة المؤسسة، إلا أن الاحتجاج جمد وأجل إلى تاريخ غير محدد، والأسباب حسب ممثل النقابة كانت وطنية·· فلم يقبل عمال مؤسسة نات كوم الجزائر أن تغرق العاصمة في النفايات ويشوه وجهها في وقت تستقبل فيه وفودا من مختلف البلدان والدول للتعزية في وفاة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة من جهة ومن جهة أخرى بداية الحملة الانتخابية للتشريعيات القادمة، والتي تستقبل فيها العاصمة أيضا وفودا من المراقبين الأجانب من مختلف المنظمات والجنسيات، وكان إضرابهم واحتجاجهم بطريقة حضارية وسلمية، مثبتين أنهم أفضل من كبار المسؤولين أو حتى الموظفين في مناصب حساسة كالمعلمين والأطباء، فأكمل هؤلاء العمال عبر مختلف الوحدات بالعاصمة عملهم واضعين شارات حمراء على أجسامهم كعلامة على الاحتجاج، وحسب المكلف بالإعلام على مستوى نقابة هؤلاء العمال فإن الاحتجاج نجح بشكل كبير ما بين العمال خاصة في كل من باب الوادي وبوروبة وقاريدي وبن عكنون وعين نعجة وباب الزوار، فأغلب العمال عبر هذه المناطق مثلا استجابوا إلى هذه الطريقة الحضارية في الاحتجاج، إلا أن الرد من طرف الإدارة أو مصالح الولاية لم يرد إلى غاية كتابة السطور، وللاستفسار أكثر عن مطالب هؤلاء العمال حاولنا الاتصال بمدير المؤسسة المعنية إلا أننا لم نتمكن من ذلك، فهؤلاء العمال والعاملات فضلوا أن يضحوا بحقوق لم يروها فقط من أجل كرامة هذا الوطن، فهل سيرد لهم أبناء الوطن كرامتهم المنتهكة من طرف المجتمع والإدارة··؟