استأنف سكان العديد من بلديات ولاية بجاية في الفترة الأخيرة، نشاطهم الاحتجاجي، الذي جاء على خلفية عدم تطبيق السلطات المحلية للوعود التي قطعتها على نفسها من اجل التكفل بانشغالات هؤلاء السكان الذين نزلوا إلى الشوارع للتعبير عن انشغالاتهم حيث قاموا بقطع الطرقات وغلق مقرات بلدياتهم، وذلك لطرح انشغالاتهم مجددا أمام المنتخبين المحليين الذين عجزوا عن إيجاد الحلول الناجعة والسريعة لجملة من المشاكل، يأتي هذا في ظل وجود العديد من رؤساء البلديات في عطلة وهو الإشكال الذي زاد الأمر تعقيدا كون أن المحتجين لم يجدوا من يلفتوا انتباههم للإسراع في حل مشاكلهم المتعلقة أساسا بتوفير الماء الشروب وتنظيم مخطط النقل الريفي والقضاء على الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي. و قد بدأت هذه الاحتجاجات من بلدية تيزي نبربر الواقعة 45 كلم شرق عاصمة الولاية، حيث احتج سكان العديد من قراها الذين كشفوا " لأخبار اليوم " أنهم عاشوا منذ بداية فصل الصيف في جحيم قاتل وذلك بسبب افتقار قراهم للمياه الصالحة للشرب و أكد السيد"ادريس لحسن رئيس جمعية تازرورت ، أن السلطات المحلية لم تول أي اهتمام لانشغالات سكان بلدية تيزي نبربر الذين يتنقلون لمسافات بعيدة مستعملين وسائلهم الخاصة من اجل جلب قطرة ماء، أضاف أنه في ظل الجفاف الذي ساد حنفيات السكان، يضطر هؤلاء إلى كراء الصهاريج المائية مقابل دفع مبلغ مالي يقدر ب 1500 دج للصهريج الواحد، ودائما في هذا السياق استأنف أمس سكان قرى المنشار سبوكة و بوشرطيوة بخراطة احتجاجهم بسبب عدم تزويدهم بماء الشروب رغم استفادتهم من مشروع قطاعي ضخم خصصت له الدولة غلاف ماليا قدره 6 مليار سنتيم. و حسب السيد/ محمد حرموش ممثل هؤلاء السكان فان أشغال المشروع انتهت منذ مدة لكن لم يتم تسليمه من طرف مصالح البلدية التي أكدت على لسان رئيسها بان المشاريع القطاعية تتكفل بها مديرية الري بالولاية، و من صلاحيات هذه الأخيرة أن تفرج عن المشروع والبدء في عملية تزويد السكان بماء الشرب، و هو الأمر الذي لم يتم الفصل فيه بعد، و نتج عنه سوء التنسيق بين مصالح البلدية ومديرية الري و راح ضحيته سكان المناطق المذكورة الذين يتنقلون لمسافات طويلة لجلب هذه المادة الحيوية عن طريق الصهاريج مقابل دفعهم لمبلغ مالي يفوق 1200 دج للصهريج الواحد . و يذكر في هذا الصدد أن سكان التجمعات السكانية بوسط مدينة بجايةكتالة أوريان ، اغيل البرج و تالة مرخة قد أقدموا منذ مؤخرا على احتلال الشوارع الرئيسية لعاصمة الولاية، للمطالبة بحقهم من الماء الشروب والتدخل العاجل لمؤسسة سونلغاز لتسوية إشكالية الانقطاعات المتتالية للتيار الكهربائي، و ندد نفس السكان بالسياسة المنتهجة من طرف السلطات المحلية التي تصرف الملايين من السنتيمات على المهرجانات والحفلات ولم تلتفت إلى المعاناة اليومية للسكان، وتطرقوا خلال تجمعاتهم الاحتجاجية إلى ظاهرة انتشار القمامات و النفايات المنزلية في جميع أنحاء المدينة وبأعالي حوض الصومام أقدم السكان على غلق مقر المجلس الشعبي البلدي لفرعون للمطالبة بتنظيم عمليات توزيع المياه الصالحة للشرب بواسطة الصهاريج المتنقلة، فيما قام سكان قرية تصفصافت ببلدية ملبو على حدود ولايتي بجاية وجيجل على غلق الطريق الوطني رقم 43 ، للمطالبة بتنظيم حركة النقل، حيث أشاروا أن الناقلين الخواص العاملين على خط بجاية وجيجل يرفضون التوقف بالموقف الذي يتوسط قريتهم، و طالبوا مديرية النقل بالولاية للتدخل ا لتقنين عمل هؤلاء اللاهثين و راء الكسب السريع . من جهتهم سكان قريتي أث يخلف ووادي الباردة بامشدالة استأنفوا احتجاجهم يومي الأربعاء و الخميس على العطش الذي يضرب المنطقة بإقدامهم على غلق مقري البلدية و الدائرة للمرة الثانية، وقد برر المواطنون عودتهم إلى الاحتجاج لغياب رئيس البلدية و الدائرة .