عندما يغيب الحوار ومعه كرسي الاستقبال وتغلق ابواب الإدارات والجماعات المحلية في وجوه المواطنين لطرح انشغالاتهم ومعاناتهم اليومية حتما تحل محلهم ظاهرة الخروج الى الشوارع والاحتجاج المتبوع بغلق الطرقات كوسيلة تعبير لشد انتباه المسؤولين الذين يسارعون فرادى وجماعات لمحاورة المحتجين والذين غالبا ما تلبى مطالبهم على جناح السرعة، الشيء الذي ولد لدى المواطنين ببلديات الولاية من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها الانطباع السائد "إذا أردت أن يستجاب لانشغالك بسرعة البرق فعليك بغلق الطرقات وحرق العجلات "وهي الظاهرة التي اصبحت تلازم سكان بلديات الولاية أم البواقي حيث سجلت مختلف مصالح الأمن من درك وشرطة العديد من الحركات الاحتجاجية التي تندلع هنا وهناك منذ مطلع الشهر الحالي حيث سجلت حركة احتجاجية أقدم عليها سكان عدة أحياء بعاصمة الولاية مطالبين بوضع الممهلات عبر الطريق الرئيسي بحي هواري بومدين بعد الحوادث المميتة التي تتسبب فيها المركبات والشاحنات وبالضفة الأخرى أقدم سكان الأحياء الشمالية بأم البواقي على غلق الطريق الثانوي مطالبين بحقهم في التهيئة الحضرية من تعبيد المسالك المؤدية إلى سكناتهم إلى تبليط الأزقة مع الإلحاح على توفير المياه الصالحة للشرب التي تعرف تذبذبا في التوزيع وبقصر الصبيحي شمال شرق الولاية بنحو 33 كلم أقدم سكان مشتة زرداني على غلق الطريق الوطني الرابط عين البيضاء بولاية قالمة مطالبين بحضور السلطات الولائية لطرح انشغالاتهم التي تعكر حسن سير حياتهم اليومية وهو ما استجابت له السلطات العمومية وبعين ببوش 9 كلم شمال شرق عاصمة الولاية خرج مؤخرا سكان حي الآمال في حركة احتجاجية أقدموا من خلالها على غلق الطريق الفرعي المؤدي إلى حيهم مطالبين بوضع الممهلات لكونه صبح يشكل خطرا محدقا بحياة أبنائهم من طرف أصحاب الدراجات النارية الذين أصبحوا يتسابقون فيما بينهم غير آبهين بسلامة الأطفال وهو ما أدى مؤخرا إلى إصابة طفلة بجروح بليغة إثر تعرضها لاصطدام عنيف وبالجهة الغربية بمنطقة الفزقية بلدية أولاد قاسم أين عبر سكانها عن تذمرهم واستيائهم من تصرفات السلطات المعنية التي تجاهلت انشغالاتهم حيث أقدموا على غلق الطريق وهو ما أدى بالسلطات إلى الرضوخ لمطالبهم المتعلقة بتحسين ظروف معيشتهم وبنفس الجهة الغربية انتقلت عدوى غلق الطرقات إلى سكان قرية صوالحية الذين أقدموا على غلق الطريق الوطني رقم 100 احتجاجا على رفع تسعيرة النقل الحضري من قبل أصحاب الحافلات معتبرين ذلك تجاوزا في حقهم وما زاد من تذمرهم هو التجاهل المفروض عليهم من قبل الجهات المعنية التي استجابت وبفضل الاحتجاج على تسوية الوضعية من خلال بقاء التسعيرة القديمة ، ومن هنا نستخلص استنادا لمصادر متطابقة أن ظاهرة غلق الطرقات أصبحت الطريقة السهلة والمثلى للتعبير عن الانشغالات والمطالب اليومية للمواطنين. أحمد زهار