تعرف الكثير من المناطق وبلديات ولاية بجاية هذه الأيام موجة من الاحتجاجات من قبل السكان بسبب غياب أبسط ضروريات الحياة لفائدة المواطنين، الغاضبين على سوء تصرف المسؤولين المحليين إزاء التعامل مع انشغالاتهم في أكثر من قرية وبلدية من ولاية بجاية. ففي بلدية وادي غير، جنوب شرق الولاية، انتفض سكان 12 قرية وأغلقوا الطريق الوطني رقم 12 للتعبير عن استيائهم من الوعود الوهمية لصناع القرار بالبلدية للتكفل بمشكل اهتراء الطريق المحلي الذي يستخدمه السكان في تنقلاتهم اليومية، علما أن هؤلاء سبق و أن أشعروا السلطات المحلية بتدهور الوضع على مستوى الطريق وحذروهم من عواقب التنصل من التعامل مع الوضع، وهو ما لم يتم الفصل فيه حتى نفد صبر المواطنين ونظموا أمس اعتصاما حاشدا على مستوى الطريق الوطني وشلوا به حركة المرور لساعات. في سياق هذه الاحتجاجات، عرفت بلدية فرعون انتفاضة سكان عرش اقنطاس، الذين أغلقوا مقر البلدية احتجاجا على بقاء حالة العطش التي تسود سكان القرية منذ شهر تقريبا، في حين لم يحرك المسؤولون ساكنا أمام استمرار حالة انعدام مياه الشرب بالقرية. نفس المشكلة أثارت ثائرة سكان إحدى أحياء عاصمة الولاية، إلا أنهم لم يجدوا أمامهم سوى النزول إلى الطريق الوطني والاعتصام به الى غاية تدخل الجهات المسؤولة لتسوية مشكل ندرة الماء الشروب، الذي أصبح مشكلا عويصا يعاني منه سكان عشرات القرى وأحياء بجاية في هذا الموسم الحار. هذا، وأقدم كذلك شباب حي باكارو أمس على غلق الطريق الوطني رقم 9 في وجه حركة المرور مباشرة بعد حادثة غرق أربعة مصطافين. ويقول المحتجون من شباب المنطقة إنهم قاموا بغلق الطريق الوطني بعد رفض جهاز الحماية المدنية التنقل لإنقاذ حياة هؤلاء الغرقى، ليدفع بذلك ثمن هذا التهاون وسوء التصرف المواطنون، وخاصة آلاف العائلات التي تتوافد على المناطق الساحلية لبجاية للاستجمام، لكنها تصطدم بعوائق غلق الطرق وارتفاع درجة التوتر الاجتماعي، والحركات الاحتجاجية المتكررة لعلها توصل صوت السكان الى المسؤولين، لكن غالبية هؤلاء خارج مجال التغطية، ولا حياة لمن تنادي...