أبدى العديد من أصحاب المركبات ومستعملي الطرقات الموزعة عبر إقليم ولاية المدية، استياءهم من النقص الفادح في عدد محطات التزود بمادة البنزين التابعة لنفطال أو الخاصة عبر نقاط مختلفة من الطرق الوطنية، على غرار الطريق الوطني رقم 01 المتوفر على نقطة لتبقى المسافة المقدرة بنحو 20 كيلومترا أي لغاية البرواقية، كما يلاحظ نقص كبير من البرواقية حتى المدينةالجديدة بوغزول، وبالنسبة للطريق الوطني رقم 08 الرابط بين أربعاء سيدي موسى وبوسعادة مرورا بتابلاط يفتقر هو الآخر إلى مثل هذه المحطات المزودة، أما الطريق الوطني رقم 18 الرابط بين البرواقية بالمدية وبئر أغبالو بالبويرة فيتوفر على نقطة واحدة لمؤسسة نفطال ببلدية بني سليمان، بالإضافة إلى ثلاث محطات للخواص، وللعلم إن هذه الطرق الوطنية تعتبر الشرايين لنقل مختلف البضائع والمسافرين بين مناطق المدية والولايات المجاورة لها كالبليدة والعاصمة والبويرة والجلفة وخميس مليانة···· حيث وصل تباعد الواحدة عن الأخرى في بعض المناطق الشرقية والجنوبية إلى أزيد من ثمانين كيلومترا، وهذا ما خلق طوابير كبيرة ببعض المحطات، على غرار محطة البنزين بشلالة العذاورة، التي بات من المعتاد وجود طوابير طويلة على مداخلها منذ الساعات الأولى للصبيحة وعلى مدار الأسبوع· وقد أرجع بعض عمال هذه المحطة، سبب هذه الطوابير التي غالبا ما تنتهي بمشادات كلامية بينهم وبين الزبائن إلى النقص الفادح في عدد العمال، والذي بلغ الأربعة عمال فقط، مقابل ما يربو عن خمسة آلاف مركبة، مثما هو حال محطة بني سليمان العاملة بثلاثة عمال فقط ما تسبب في سرقة أزيد من 17 قارورة خلال العاصفة البردية التي ضربت البلاد بداية السنة الجارية· وأشار بعض العمال أن ساعات عملهم قد ضوعفت منذ ثلاثة أشهر من أربعين ساعة إلى ثمانين ساعة في الأسبوع، دون زيادة في عدد العمال أو منحهم أي علاوة على هذه الزيادة في ساعات العمل الإضافية، والتي اعتبرتها نفطال حسب مصادرنا مواكبة لمتطلبات زبائنها· وقد أدى هذا النظام الجديد من العمل إلى استقالة بعض العمال أو التهرب عن أداء عملهم كالاستنجاد بالشهادات المرضية من أجل الاسترخاء، ولو لأيام قليلة، كما أن العديد من محطات التزود بالبنزين التي وقفنا عليها تفتقر لمعايير السلامة والأمان، بدليل افتقار هذه المحطات لقارورات إطفاء النار مجددة الصلاحية· للتذكير محطات نفطال كانت سالفا تستعين بالطلبة والشباب خلال عطلهم الصيفية للعمل على مستوى محطاتها بعقد عمل مؤقت غالبا ما كان يساعد في تحسين خدماتها مع الزبائن وأن الكل يأمل في عودة هذا النظام المؤقت·