دعاه أيضاً إلى التوبة إلى الله البرلمان المصري يطالب المفتي بالاعتذار والاستقالة تبنَّى مجلس الشعب المصري توصية لجنة الشؤون الدينية والاجتماعية والأوقاف بمجلس الشعب بضرورة قيام الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية ب"التوبة إلى الله والاعتذار إلى الأمة الإسلامية، وأن يتقدم باستقالته حتى لا يمثل بفعلته المؤسسة التي يعمل فيها وهي مؤسسة الأزهر". وقال الدكتور سعد الكتاتني رئيس المجلس: إن مسألة قيام الدكتور علي جمعة بالتوبة مسألة شخصية تهمه، ولكن التوصية بأن يتقدم بالاستقالة هي مسألة تخص الجميع. وكان الشيخ سيد عسكر -رئيس لجنة الشئون الدينية- قد استنكر زيارة الدكتور علي جمعة للقدس، وقال: إن اللجنة أصدرت بيانًا طالبت فيه أن يقوم علي جمعة بالتوبة والاستقالة من منصبه. وذكر الشيخ سيد عسكر أن التصرف الذي قام به المفتي يستدعي الإسراع بإصدار قانون جديد للأزهر. فيما طالب النائب السلفي ممدوح إسماعيل بقيام مجلس الشعب بإصدار توصية بعزل الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية. وقال ممدوح إسماعيل في بداية جلسة مجلس الشعب: إن زيارة علي جمعة للقدس تمت تحت قيادة جهاز الموساد الإسرائيلي. واعتبر إسماعيل أن زيارة علي جمعة خالفت الأهداف الوطنية المصرية التي جعلت من قضية فلسطين قضية مركزية، وبذل فيها الآلاف دماءَهم وما زال الأقصى أسيرًا. وقال حسين إبراهيم، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة الإخواني: إن مصر لها رمزيتها ولكن يبدو أن علي جمعة لم يدرك هذه القيمة. وقال إبراهيم: إن علي جمعة أدان نفسه بنفسه بعد أن تنصل من الزيارة، وقال: إنها تمت بصورة شخصية, وقال: ألا يرى علي جمعة المصلين الذين يضربون لمنعهم من دخول المسجد الأقصى، ومع ذلك يدخل القدس. ووصف أحد النواب المفتي علي جمعة بأنه مفتي النظام السابق ويجب عزله. وكان الأزهر الشريف قد أكد الخميس الماضي على قراره الرافض لزيارة القدس والمسجد الأقصى وهما تحت الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد زيارة قام بها مفتي الديار المصرية علي جمعة إلى القدس، وأثارت غضب قطاعات متنوعة في الأوساط المصرية التي تعارض تلك الخطوة منذ عقود. وعقب انتهاء الاجتماع الطارئ لمجمع البحوث الإسلامية بمشيخة الأزهر أعلن المجمع في بيان مقتضب أن الأزهر يرفض أي زيارات للقدس والمسجد الأقصى وهما يقبعان تحت الاحتلال الإسرائيلي. وذكر البيان أن المفتي قدم إيضاحات عن الزيارة بأنها كانت بصفة شخصية غير رسمية، وأنه لم يحصل على تأشيرة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وأن الزيارة كانت في إطار ديني علمي لافتتاح مركز الإمام الغزالي. لكن البيان عاود التأكيد على موقفه الرافض لمبدأ الزيارة بعد أن سرد مبررات المفتي، مما يفهم على أنه رفض دبلوماسي لزيارة علي جمعة. وكانت مصادر في الأزهر قد ذكرت للجزيرة أنه لم يكن لديهم علم بهذه الزيارة، واستغربت قيام المفتي بها دون إخطار الأزهر. وكان المفتي قد عاد إلى القاهرة ظهر الخميس الماضي قادمًا من عمَّان بعد أن قطع جولته التي كانت ستشمل زيارة الإمارات وتركيا، وذلك لحضور الاجتماع الطارئ ومواجهة تداعيات الزيارة المثيرة. وبهذه الزيارة يخالف المفتي ما يقره المسؤولون الدينيون في مصر ومن بينهم أعضاء من الكنيسة القبطية منذ عشرات السنين برفضهم التام لزيارة المقدسات وهي تحت الاحتلال. كما هاجم الشيخ عكرمة صبري -خطيب المسجد الأقصى- الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية بسبب زيارته للقدس. وقال: إن المفتي انتهك جميع المحارم وتعدى كل الخطوط بزيارته للأقصى، مشيرًا إلى أن المفتي كذب على الشعب المصري والمسلمين بكلامه أنه لم يرَ جنديًّا إسرائيليًّا داخل ساحة الأقصى، وأن جنود الصهاينة هم الذين أمَّنوا المفتي أثناء زيارته للأقصى.