تتواصل تداعيات أزمة زيارة الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية المصرية، إلى القدس، حيث قاد الداعية المصري المعروف الدكتور صفوت حجازي وقفة احتجاجية أمام دار الإفتاء، اعتراضا على زيارة المفتي للقدس في ظل الاحتلال الصهيوني والمطالبة بإقالته، فيما طالب نواب مجلس الشعب بإصدار قرار توصية لعزل جمعة من منصبه، ووصفوا زيارته للقدس ب''إهانة'' للرمزية الدينية الإسلامية. ويرى الدكتور عبد المعطي بيومي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن زيارة مفتي مصر إلى القدس ''حرام'' ومخالفة للشرع ولمقتضى الوظيفة التي يشغلها، واعتبرها تطبيعا عربيا مع العدو الصهيوني لا مساندة للشعب الفلسطيني الأعزل، وأضاف ''ترتيب هذه الزيارة لم تأت في الوقت المناسب، خاصة في ظل تدهور الأوضاع في المنطقة العربية، وهو ما زاد في تصعيد الأزمة، ومن غير اللائق أن تتم الزيارة تحت حراسة الجيش الإسرائيلي، وأعتقد أن هذا التوقيت مقصود من إسرائيل بشكل خاص والأردن بشكل عام''، وتابع قائلا: ''من الواضح أن هناك مفارقة في منع الأوروبيين من زيارة القدس لمساندة الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه تسمح بدخول العلماء الإسلاميين الذين يزعمون دعمهم للشعب الفلسطيني''. وعن رد فعل مجمع البحوث الإسلامية حول الجدل المثار فيما يتعلق بزيارة المفتي، أجاب بيومي في تصريح ل''الخبر'': ''نحن أعضاء المجمع لا نملك إلا الرأي العلمي لمواجهة المفتي في خطئه''. واعتبر نواب مجلس الشعب المصري زيارة المفتي للقدس، بأنها زيارة ''منفردة'' قطع بها إجماع الأمة، وخالف تشريعات مجمع البحوث الإسلامية، وأنه ضرب بزيارته هذه الوطنية المصرية والرمزية الدينية الإسلامية، ومؤكدين على ضرورة إقالته من منصبه باعتباره تابعا لنظام مبارك، وطالب النواب بإصدار قرار توصية لعزل جمعة من منصبه، حفاظا على هيبة المؤسسة التي يرأسها، وأن يعتذر للشعب المصري والأمة الإسلامية عن الخطأ الذي وقع فيه. واستمرارا لاستنكار الشارع المصري لزيارة المفتي، قاد الداعية الإسلامي الدكتور صفوت حجازي، أمس، وقفة احتجاجية أمام دار الإفتاء ضد مفتي مصر، اعتراضا على زيارته للقدس في ظل الاحتلال الإسرائيلي والمطالبة بإقالته. وفي المقابل أكدت دار الإفتاء أن العدد القليل الذي حضر يؤكد أنهم أتوا للمزايدة على الأزهر والإفتاء، وأوضح مستشار المفتي أن الأخير لم يخالف الشرع ولا الدين، داعيا إلى أن يعمل الجميع من أجل مصلحة الوطن، بدلا من الاهتمام بالقضايا الفرعية، والتي لا تنفع في هذه المرحلة. يحدث هذا في وقت، يستمر فيه أنصار المرشح السلفي المستبعد حازم صلاح أبو إسماعيل، احتلال ميدان التحرير والاعتصام به، وتمسكهم بنزول مرشحهم إلى الماراطون الرئاسي. وردا على هذا الاعتصام، طالب المجلس الأعلى للثورة جموع المعتصمين من الثوار بميدان التحرير، بتعليق اعتصامهم والخروج من الميدان، احتجاجا على اعتصام أنصار أبو إسماعيل، وذلك لأن الميدان للثورة وليس لحملة انتخابية أو لمصالح شخصية. كما دعا المجلس في بيان له أمس، أنصار أبو إسماعيل إلى الالتزام بالقانون والحفاظ على الأمن والاستقرار الوطني، والذي يعد أهم أولويات الشعب المصري.