في زيارة هي الأولى من بعد الثورة، بدأ الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الخميس زيارة إلى تونس، وذلك بدعوة من حزب حركة النهضة الإسلامي الحاكم، وسط احتجاجات علمانية على الزيارة· وحسب برنامج الزيارة، التي تتواصل حتى غد الأحد، سيشارك الشيخ القرضاوي، بصحبة رئيس حركة النهضة، الرجل الثاني في الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، راشد الغنوشي، في اجتماعات جماهيرية بتونس العاصمة والقيروان وقابس وسوسة· وقد أثارت الزيارة جدلا من قبل العلمانيين وتعقيبا على هذا الجدل قال نجيب الغربي، عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة، المكلف بالمكتب الإعلامي، إن (على الفاعلين في الساحة السياسية عدم التسرع في إعطاء الزيارة أكثر من حجمها، وتحميلها ما لا تتحمل، فالقرضاوي شخصية عالمية وعلامة كبيرة، إضافة إلى دفاعه عن الحرية والديمقراطية، وكان أول من وقف إلى جانب الثورة التونسية)· وأضاف: (يعد القرضاوي من رموز التسامح والاعتدال، فهو شيخ الوسطية، الأمر الذي يجعل من زيارته لتونس بمثابة الحدث الداعم لقيم التعايش والحرية وقبول الآخر المخالف، والرجل ينأى بنفسه عن التدخل في الشأن التونسي)· وكانت السلطات الفرنسية قد رفضت إعطاء تأشيرة دخول لنجل الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والذي كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد أعلن الشهر الماضي أنه غير مرحب به في فرنسا· وكان من المقرر أن يتوجه الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي إلى باريس الإثنين المقبل بناءً على الدعوة المقدمة من شباب الثورة في باريس· ويرجح شباب الثورة بفرنسا أن رفض دخول عبد الرحمن الأراضي الفرنسية يرجع إلى تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا، وتوظيفها سياسيًّا في إطار الدعاية للحملة الانتخابية التي يتسابق فيها الرئيس المنتهية ولايته ساركوزي، وحرصه على حصد أصوات اليمين المتطرف· وأكدوا أن السبب الحقيقي وراء منع عبد الرحمن هو أنه نجل الشيخ يوسف القرضاوي والذي وضعته السلطات الفرنسية من الشخصيات الممنوعة من دخول فرنسا في الآونة الأخيرة· وناشد شباب جمعية 25 يناير بفرنسا عبد الرحمن برفع قضية على الخارجية الفرنسية للتمييز العنصري وللحكم على الناس من منظور عرقي· وطردت فرنسا مؤخرًا عددًا من الأئمة والنشطاء الإسلاميين الأجانب من أراضيها بحجة التشدد، و(معاداة السامية)، وذلك خوفًا من المساس ب(أمن الدولة)، على خلفية هجمات تولوز·