انتشرت في الآونة الأخيرة ما يعرف بالأقسام المكيفة على مستوى المؤسسات التربوية الجزائرية التي تنشط وفق منظومة عمل خاصة بها فإلى أي حد وفقت هذه الأقسام في تحقيق أهدافها؟ رغم جهل العديد من المواطنين وجود هذا النوع من الأقسام داخل الجهاز التربوي إلا أن القائمين عليها يأخذون على عاتقهم إنجاح هذا النموذج الذي يشمل حالات الإخفاق الدراسي، التوحد، الإعاقات الحركية··· وغيرها· فهذه الأقسام تابعة لمديرية الضمان الاجتماعي وحماية الطفولة التي تكفلت وزارة التضامن بمتابعتها ووضعها تحت جناحها الخاص· فكيف يتم عمل هذه الأقسام باعتبار أنها تحظى بخصوصية تميزها عن الأقسام العادية؟ للإجابة عن السؤال عمدنا لزيارة مدرسة بوخالف بوجمعة الابتدائية في دالي ابراهيم بالعاصمة أين أردنا التوقف لمعرفة أجواء الدراسة فيها عن كثب فكان لنا دردشة مع الأخصائية النفسانية (ج·م) التي تعتبر الأستاذة المسؤولة بمساعدة مربيات وأخصائية في النطق التي ذهبت للقول إن طاقمهن المتواضع يسعى جاهدا لمساعدة أطفال تعددت إعاقاتهم بين الذهنية والحركية وذلك من خلال تدريسهم وفقا لبرنامج التربية الوطنية، لكن بالأخذ بعين الاعتبار طاقاتهم الاستعابية المتواضعة جدا مقارنة بالتلميذ العادي، فبعد أن كان القسم يضمّ حالتين في بداية العام الدراسي أصبح اليوم بعشر حالات أبدت تجاوبها بشكل كبير، وهنا أعطتنا مثالاً عن التلميذ (ب· ح) الذي يعاني من مرض التوحد، حيث كان عند التحاقه بهم يقوم بتصرفات عنيفة مع زملائه إلا أنه بعد حوالي 6 أشهر من تواجده تغير سلوكه فأصبح يندمج مع زملائه لدرجة تقاسمه أشيائه معهم، إضافة لارتياحه عند اللعب مع تلاميذ الأقسام العادية دون أي إحساس بالنقص مقارنة بهم، كما تضيف أنهن أخذن على عاتقهن تعزيز مبدأ التكافل والتعاون بينهم لكي يخرج كل واحد من حالته الخاصة فتصبح هناك حالة واحدة عامة تشمل كل القسم، يتم معالجتها باجتهاد ثلاثي بين الطاقم التربوي، الأولياء والتلاميذ في حد ذاتهم· ولتحديد نسبة تجاوب هذه الحالات أردنا معرفة نظرة الأولياء لهذه الأقسام فقمنا باستجواب السيد (ب· ف) الذي قال إن ذهنية أطفالهم تغيرت كثيرا، فبالرغم من أنهم يخضعون للمعالجة على مستوى مراكز خاصة بحالاتهم إلا أنها لم تأت بنتائج مشجعة مقارنة بالتحاقهم بالقسم المكيف الذي سمح لهم بالاندماج وسط عالم خارجي أصبح بعد وقت ليس بالطويل عالما يضمهم بعد أن كانوا فئة مهمشة في زاوية مظلمة تحلم برؤية النور والتمتع به، كما ألح باقي الأولياء على ضرورة تعميم هذا النوع على مستوى مختلف المقاطعات في العاصمة حيث جاؤوا إلى دالي ابراهيم نتيجة لغياب هذه الأقسام في مقاطعات درارية، بوزريعة، عين البنيان وغيرها فيتمركز وجودها أكثر في مدارس الجزائر العميقة فقط· في الأخير ينقل الأولياء رسالة إلى المسؤولين لتشجيع هذه المبادرات التي لاقت استحسانهم لاثباتها فعالية كبيرة، فلا زالت هناك حالات تنتظر المساعدة نتيجة لعجز آبائهم عن إدخالهم مراكز خاصة بهم لذلك يأملون تعميم هذه الأقسام عبر كامل التراب الوطني·