يعاني الأطفال المعاقون ببلدية ابن طلحة من وضعية مؤلمة ومزرية، نتيجة غياب أقسام دراسية خاصة بهم في الطور الابتدائي، خاصة وأن المراكز المتكفلة بمثل هذه الإعاقات متفاوتة الدرجات منعدمة، جسدية كانت كنقص السمع والبصر، وحتى التخلف الذهني البسيط، وما توفر من المدارس التي بها أقسام خاصة بالمعاقين في الطور الابتدائي موجود بالجزائر العاصمة، مما يجعل التنقل إليها يوميا وبشكل دائم أمرا مستحيلا خاصة وأن الأوضاع الاجتماعية والحالة المادية وخاصة الحالة النفسية للعائلات وأطفالهم تحول دون التنقل اليومي لهم، مما يجعل مصير ومستقبل هؤلاء التلاميذ على المحك، بالإضافة إلى أن هذه المدارس التي يدرس بها هؤلاء تتبع برامج دراسية يمكن القول بأنها صعبة بالنسبة لهذه الفئة ومستواها، لكن غياب الخيارات ورغبة هؤلاء الأطفال رغم الإعاقة في الدراسة تدفع بالأولياء إلى إدخالهم إلى المدارس العادية، وهو ما نتج عنه عدة مشاكل بالنسبة للتلاميذ والأساتذة، فمثلا الطفلة ه، ج في عمر الزهور، 13 سنة، في شكلها لاتبدو معاقة، نظيفة، وهادئة لكنها تعاني من تخلف عقلي بسيط، وهذه الإعاقة الذهنية جعلتها تعيد السنة الثالثة ابتدائي ثلاث مرات، وإمكانية التكفل بها من طرف معلمتها صعب جدا خاصة مع الاكتظاظ الذي تعاني منه أقسام المدارس بهذه البلدية نتيجة عمليات الترحيل الجماعية الأخيرة والاهتمام بها لوحدها يتطلب وقتا أطول نظرا لوضعها الصحي· أما عن التلميذ أ· ج والساكن بنفس البلدية فيعاني من نقص حاد في السمع والبصر مما جعل إمكانية متابعة الدروس كغيره من المتمدرسين من سابع المستحيلات لدرجة أنّه لايرى زميله الذي يجلس إلى جانبه، وكأنه يعيش في عالم لوحده، وهو ما يجعل هؤلاء المعاقين يصابون بخيبات أمل كبيرة ومن ثمة التعرض إلى صدمات نفسية تأزم الوضع أكثر فأكثر، وهذه الحالات كثيرة جدا بهذه البلدية وما جاورها، أضف إليها الحالات المادية غير الميسورة لأسرهم، وبالرغم من طلبات تزويدهم بسماعات خاصة لإعاقات السمع والتي تحتاج إلى أجهزة خاصة، إلا أنّ هذا الطلب لم يقابله الرد، لذلك وبناء على وضعية هؤلاء الأطفال المعاقين قام المختصون في الطب المدرسي بابن طلحة بطلب تم رفعه إلى الجهات المعنية والمتمثل في تخصيص على الأقل قسم واحد يخص هذه الشريحة في كل مدرسة من المدارس مرفق ببرنامج دراسي مكيّف مع وضعيتهم الصحية· فعلى الأقل ومن أبسط حقوق هؤلاء الأطفال التمدرس كغيرهم من الأطفال والتكفل بهم ودعمهم بأخصائيين ليتمكنوا من تطوير الإمكانيات البسيطة لديهم، والتخفيف من معاناتهم بتوفير أبسط متطلباتهم وتحويلهم في المستقبل إلى عالم الشغل كغيرهم من الأطفال، لأنهم ورغم الإعاقة التي يعانون منها إلا أنّهم يملكون استعدادا كبيرا للدراسة ومواصلة مشوار حياتهم·