شد انتباه الكل في هذه الأيام تزامنا مع فترة الامتحانات بناحية ميسوني بالجزائر العاصمة ذاك الرجل المتسول الذي استقل مكانا بالطريق المحاذي للسوق وراح يتغنى بأغاني من تأليفه الخاص جذبت اهتمام الكل حتى هناك من توقف من أجل سماعها كيف لا وهي تتغنى بالوزراء على غرار السيدة خليدة تومي وزيرة الثقافة· نسيمة خباجة والقضية وما فيها أن ذاك الرجل الذي قارب العقد السادس انحاز قليلا عن نهج التسول المعتاد وراح يطرب المارة وانتهز في نفس الوقت فترة الامتحانات من أجل تشجيع طلبة البكالوريا وجلب الفأل الحسن لهم وفك التوتر عنهم بفعل تلك الكلمات التي كان يطلقها والتي تشرح صدر الممتحن، بحيث كان يتغني بالوزراء وبأعلى المراتب التي من الممكن جدا أن يبلغها الممتحن المقبل على شهادة البكالوريا لو تسلح بالإرادة وبالتوكل على الله سبحانه وتعالى إلى جانب المثابرة· وقد ألف الكل في مجتمعنا ظهور متسولي المناسبات فمن المناسبات الدينية التي اقترنت أيامها دوما بزيادة تعداد المتسولين على مستوى الأزقة والشوارع انتقلت العدوى حتى إلى فترات الامتحان، بحيث ينتهز المتسولون الوضعية المتوترة التي يكون عليها المقبلون على اجتياز امتحانات مصيرية من أجل الدعاء لهم وجلب استعطافهم بغية التصدق عليهم، هذا ما نعيشه في هذه الأيام بما أن الفترة هي فترة امتحانات، بحيث نجدهم ينتشرون بمحاذاة مراكز الامتحان وكذا بمحاذاة المحطات من أجل الدعاء للممتحنين بالنجاح، هؤلاء الذين نجدهم يتجاوبون معهم خاصة وأنهم في فترة يحتاجون فيها إلى دعاوى الخير التي تخفف من ضغط الامتحان وكذا من توترهم وقلقهم· هو حال ذاك المتسول الذي احتل مكانا قرب سوق ميسوني وراح يتغنى بطلبة البكالوريا وبنجاحهم ووصولهم إلى أعلى المراتب، ولمَ لا إلى مرتبة وزير على حد كلمات أغنيته الخاصة بطلبة البكالوريا، والتي شدت انتباه جميع العابرين واستمتعوا بها سيما المقبلين على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا الذين تفاعلوا معه من باب جلب الفال الحسن في وقت هم بحاجة إلى كل ما من شأنه أن يرفع معنوياتهم في هذه الفترة بالذات التي تزامنت مع اجتياز امتحانات البكالوريا· ولم يهتم به الطلبة فقط بل شد انتباه كل العابرين حتى منهم من توقف ليتمعن في كلمات أغنيته الريتمية والإيقاعية وكأنه مختص في تأليف الأغاني، إلى جانب صوته الشجي الذي تلاءم جدا مع كلمات الأغنية الخاضعة إلى تلحينه الخاص، واستحسن الكل تلك الطريقة التي رأوها أنها أحسن بكثير من تلك الشكاوي المتهاطلة ودموع التماسيح التي يطلقها البعض للسطو على جيوب الناس، خاصة وأن ذلك المتسول لم يكن يجبر أحدا على مده بالصدقة بل كان جالسا ويتغنى بطلبة البكالوريا، وجعل الحرية للعابرين في مده يد العون أو الامتناع عن ذلك بدل إجبارهم مثلما يفعله بعض متسولي اليوم·