يعيش سكان بقعة عنصر النحاس التابعة لبلدية بوزغاية أزمة عطش حادة وبكل المقاييس من انعدام مياه الشرب بالمنطقة، إلى نقص مياه الشرب للحيوانات من جهة أخرى، وللوقوف على مدى غياب هذه المادة الحيوية بالنسبة للإنسان والحيوان و نحن في عز أيام الصيف و على عتبة حلول شهر رمضان المعظم تنقلنا إلى بقعة عنصر النحاس التي تبعد عن مقر بلدية بوزغاية بنحو 25 كم، وعن بلدية سيدي عكاشة ب 15 كم، ووقفنا مع سكان المنطقة البالغ عددهم حوالي 60 عائلة، على حقيقة وجود عين وحيدة ماؤها غير صالح للشرب حيث يتجمع العشرات من السكان أمام العين وكل واحد ينتظر دوره من 4 إلى 5 ساعات كاملة. وينتقل السكان من مختلف الأعمار الكبار والصغار و كل واحد أمله في جرعة ماء يحملها على وسيلته المفضلة باستعمال ظهور الدواب حيث تعد هذه العين الوحيدة لإنقاذ أكثر من 3000 رأس غنم من الهلاك المحقق حيث يستعمل سكان عنصر النحاس ماء هذا المنبع لشرب الحيوانات والغسل فقط أما ماء الشرب فحدث و لا حرج ، فالحصول على ماء الشرب يتطلب قطع مسافة تزيد عن 30 كم لجلبها من عين بوشاقور التابعة لبلدية أولاد فارس و لكن المسافة طويلة و الظروف لا تسمح لأي شخص من قطع هذه المسافة الطويلة و جلب جرعة ماء تطفئ غليل سكان بقعة عين النحاس ، هذا المشكل أرغم السكان على الاهتداء إلى حل حتمي يتمثل في شراء ماء الشرب بقيمة مالية تصل إلى 1200 دينار للصهريج الواحد، وحسب قولهم فان هذا المبلغ يعد مرتفعا جدا ، خاصة وأن كل عائلة يلزمها صهريج ذو ثلاثة ألاف لتر أسبوعيا وهو ما يجبر رب العائلة على دفع أكثر من 4 ألاف دينار شهريا تكلفة ماء الشرب فقط، تضاف لها فواتير أخرى تتعلق باقتناء ماء الغسيل والشرب للحيوانات. هذا بالإضافة إلى انتظار الدور أمام العين لمدة تزيد عن 4 ساعات يوميا ، هذه المعانات اليومية مع ماء الشرب، تضاعفت مدتها خلال هذا الشهر منذ حصول عطب في المضخة المائية التي كانت تزود السكان بالماء عن طريق حنفية جماعية تتناوبها أكثر من 60 عائلة ، هذا المشكل صنف على رأس مشاكل أخرى يتخبط فيها السكان بهذه المنطقة، منها انعدام النقل المدرسي، حيث يقطع تلاميذ التعليم المتوسط والثانوي مسافة تزيد عن 30 كم يوميا بين الذهاب والإياب إلى المؤسسات التعليمية ببلدية سيدي عكاشة حيث يزاول تلاميذ هذه المنطقة دراستهم بهذه البلدية رغم أن موقعهم الجغرافي يقع باقليم بلدية بوزغاية، و لكن نظرا لبعد المسافة عن مقر بلديتهم التي يفصلهم عنها نحو 25 كم جعلهم يلتحقون بالمؤسسات التابعة لبلدية سيدي عكاشة ، كما أن مشكل غياب الخدمات الصحية من أولى اهتمامات السكان ، هذه المشاكل و المتاعب اليومية للسكان جعلتهم يناشدون السلطات المحلية والولائية بالتدخل ومعالجة همومهم اليومية المتعلقة خصوصا بمياه الشرب لإنقاذ السكان وآلاف من رؤوس الأغنام من الهلاك المحقق بسبب أزمة غياب الماء إضافة إلى معالجة الخدمات الصحية و هذا بخلق مشروع مركز صحي بالمنطقة إضافة إلى مشكل النقل المدرسي الذي يعد أيضا حله من الأولويات في الوقت الذي أضحى مطلب أكثر من 50 متمدرس من بقعة عن النحاس يزاولون دراستهم بالتعليم المتوسط والثانوي .