تحادث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مع أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي قام بزيارة رسمية إلى الجزائر دامت يوما واحدا، ولم تتسرب معلومات عن فحوى المباحثات سوى أنها تندرج ضمن سبل بحث تعزيز علاقات التعاون القائمة بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، وكذا في إطار تعميق التنسيق والتشاور القائم بين قائدي البلدين إزاء مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية. وقد جرت المحادثات بإقامة الدولة بزرالدة بحضور رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ووزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي والوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني عبد الملك قنايزية والفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي. كما جرت أيضا بحضور رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني. للتذكير أن العلاقات الجزائرية-القطرية شهدت في السنوات الأخيرة ديناميكية جديدة على ضوء تبادل الزيارات بين وفود ومسؤولين سامين في البلدين, مما مكن من دفع عجلة التعاون الثنائي في العديد من الميادين والقطاعات. وفي هذا السياق تم التوقيع على عشر اتفاقيات ومذكرات تفاهم تتعلق بالتعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية عقب الدورة الرابعة للجنة المشتركة الجزائرية-القطرية التي انعقدت في شهر جانفي الفارط بالجزائر. كما كانت هذه الدورة فرصة للجانبين للتعبير عن إرادتهما في استغلال كل السبل والوسائل المتاحة من أجل إضفاء "الطابع المثالي" على علاقات التعاون الثنائي بما يخدم مصلحة شعبي البلدين. وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد وصف خلال زيارته الأخيرة لقطر عام 2008 العلاقات السياسية بين البلدين "بالممتازة والمتميزة"، لكنه اعتبر العلاقات الاقتصادية "ضعيفة"، حيث لم تتجاوز سقف 236 مليون دولار منذ عام 2006. وخلال انعقاد اللجنة القطرية-الجزائرية المشتركة في اجتماعها الثالث في الدوحة العام الماضي، أعربت قطر عن رغبتها في تأسيس صندوق استثماري مشترك بين البلدين في مجال التطوير العقاري من خلال شركة الديار القطرية المملوكة للحكومة والتي تنشط حاليا في أكثر من 30 دولة وتستثمر أكثر من 45 مليار دولار أمريكي. وتملك قطر ثالث أكبر احتياطي عالمي من الغاز بعد روسيا وإيران، كما أن الجزائر التي تنتج سنويا 152 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي تزود الإتحاد الأوروبي بنحو 13 بالمائة من احتياجاته من الغاز