أمام لجنة الشؤون الاقتصادية والتنمية بالمجلس الشعبي الوطني قام وزير الدولة،وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة،محمد عرقاب،أمس الثلاثاء، مشروع قانون ينظم النشاطات المنجمية، أمام لجنة الشؤون الاقتصادية والتنمية والتجارة والتخطيط للمجلس الشعبي الوطني. وتم عرض مشروع القانون بحضور رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، كاتبة الدولة لدى وزير الطاقة، المكلفة بالمناجم، كريمة طافر، وزيرة العلاقات مع البرلمان كوثر كريكو. وخلال عرضه، أكد عرقاب أن هذا المشروع جاء في سياق إصلاح الإطار التشريعي الذي ينظم نشاطات المناجم والذي أصبح ضروريا لإعادة بعث الاستثمار في هذا المجال، وتكييفه مع الإجراءات المتخذة من طرف الدولة لتنويع الاقتصاد الوطني. وجاء هذا الإصلاح بعد إجراء تشخيص معمق لواقع قطاع المناجم في الجزائر، أظهر "الاستثمار، لا سيما في مجال الاستكشاف والتنقيب والذي يبقى أغلبيته على عاتق الدولة،عدم كفاية البيانات والمعلومات الجيولوجية والمنجمية الأساسية حول القدرات المعدنية للبلاد، وغياب اكتشافات جديدة لمكامن منجمية قابلة للاستغلال" . يضاف إلى ذلك، "انحصار الاستثمار الخاص في استغلال مواد المقالع وغياب شبه تام للاستثمار الأجنبي في النشاطات المنجمية، ومستويات إنتاج بعض المواد المنجمية غير كافية لتلبية احتياجات السوق الوطنية مما أدى إلى زيادة مستمرة في استيرادها رغم توفر المكامن الخاصة بها"، وفقا لوزير الدولة. ويرمي على وجه الخصوص إلى تطوير المنشآت الجيولوجية للبلاد وحرية الوصول إلى هذه المعلومات التي تمثل نقطة الانطلاق لجميع مشاريع الاستكشاف المنجمي، تبسيط الوصول إلى المجال المنجميالوطني، وخاصة بالنسبة للمواد الخاضعة لنظام المناجم، للقيام بأشغال التنقيب والاستكشاف في المناطق غير المستكشفة، وذلك من خلال إجراءات "مبسطة وشفافة" توفر كافة الضمانات للمستثمرين للقيام بمشاريعهم الاستكشافية والاستفادة من حق الاستغلال في حالة اكتشاف مكامن قابلة للاستغلال اقتصاديا، حسب الشروح التي قدمها عرقاب. كما يهدف إلى تخصيص سندات منجمية ذات طبيعة قانونية تمكن من الحصول على الموارد المالية اللازمة لتمويل المشاريع المنجمية، مع توضيح الإجراءات المتعلقة بالنشاطات المنجمية وإخضاعها إلى آجال محددة قانونا، من خلال الشباك الوحيد المتمثل في الوكالة الوطنية للنشاطات المنجمية، تعزيز المحتوى المحلي، خاصة من خلال تشجيع التحويل الصناعي في الجزائر للمواد المعدنية المستخرجة، فضلا عن إنشاء إطار مؤسساتي مستوحى من أفضل الممارسات الدولية، يعتمد على الوكالات المنجمية المكلفة، لا سيما بمراقبة وترقية النشاطات المنجمية. وحول أهم التدابير الواردة في مشروع القانون في مجال الاستثمار، أوضح عرقاب أن هذا النص يقترح إتاحة إمكانية ممارسة نشاطات التنقيب الاستكشاف والاستغلال لأي شخص يمتلك القدرات التقنية و/أو المالية وإلغاء إلزامية التأسيس كشخص معنوي خاضع للقانون الجزائري خلال مرحلة التنقيب و الاستكشاف، مع إمكانية طلب مباشر للحصول على سند للاستغلال المنجمي، في حالة اكتشاف ممكن قابل للاستغلال من الناحية الاقتصادية. ويتضمن المشروع المقترح إلغاء الأحكام المتعلقة بالطبيعة الإستراتيجية للمواد المعدنية والمتحجرة التي كانت لا تخول للمستثمرين الخواص الحصول على سند منجمي، ولكن على عقد مع شركة عمومية حاصلة على ترخيص منجمي وفق قاعدة (51 بالمائة/49 % . آيت سعيد.م