تعد قرية " أولاد علال " التابعة لاقليم بلدية لقاطة جنوب شرق ولاية بومرداس من أكثر المناطق التي عانت من ويلات الإرهاب خلال العشرية السوداء، حيث لقيت العناصر الإرهابية من بيئتها الصعبة وتضاريسها الكثيفة متنفسها الوحيد ، وهو ما دفع بسكان هذه القرية إلى الهجرة نحو المناطق المجاورة الأخرى بحثا عن الاستقرار وبعيدا عن ابتزاز الإرهابيين لأملاكهم وأموالهم. ضف إلى ذلك سياسة التهميش التي سلطت عليها منذ سنوات بعيدة، لتبقى المنطقة معزولة ومحاصرة بثالوث رهيب : الفقر، البطالة والحرمان... وهي سمات تطبع سكان المنطقة. وقد اشتكى سكان قرية "أولاد علال" من عدة مشاكل مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحياة اليومية التي نغصت حياتهم وحولتها إلى جحيم حقيقي في ظل الصمت الذي تنتهجه السلطات البلدية في حقهم، بدءا بمشكل الغاز، والمياه الصالحة للشرب وصولا إلى اهتراء الطرقات وانعدام المرافق الترفيهية. وأمام هذه الظروف المزرية يضطر السكان إلى الرضوخ للعيش في ظل حياة بدائية خاصة في طريقة اقتناء المياه الصالحة للشرب، أو في طريقة الطبخ، حيث يستعملون الحطب كبديل للغاز. لهذا يطالب السكان المتضررين من السلطات المحلية إيجاد حل سريع وعاجل لهم لانتشالهم من هذه الحياة المزرية و ترحيلهم إلى سكنات لائقة بعد أن سئموا الانتظار والوعود التي ما يلبث المسؤولون يمطرونهم بها. وببلدية قورصو، شرق ولاية بومرداس، مازال سكان حي " الترايكية " يعانون إلى يومنا هذا الإقصاء و التهميش، لذا يطالبون من المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي على مستوى الولاية ضرورة التدخل. ويقطن حي " الترايكية " حوالي 200 عائلة يعيشون ظروفا قاسية وشبه بدائية وذلك لأكثر من 10 سنوات وهم يحملون السلطات المحلية مسؤولية الظروف المزرية التي يتخبطون فيها، وذلك نتيجة انعدام وغياب المرافق الضرورية، حيث أكد سكان هذا الحي أن كثرة الطلبات التي أرسلوها إلى السلطات المعنية للتدخل وتحسين الظروف لم تجد نفعا. ويعرف الحي حالة كارثية نتيجة تراكم القمامات والأوساخ المنتشرة في كل مكان مما ينجر عنه انبعاث روائح كريهة و انتشار الحشرات الضارة ناهيك عن المياه القذرة التي تصب في العراء. و في هذا الصدد صرح أحد قاطني هذا الحي أنهم يضطرون في العديد من المرات إلى نقل أبنائهم إلى المستشفى بسبب لسعات من طرف الحشرات السامة، وهذا ما زاد من خوفهم. و يشتكي سكان حي " الترايكية " من انعدام شبكة صرف المياه القذرة وانعدام الماء الشروب الذي لا يزورهم إلا مرة في الشهر، و قد تذمر سكان هذا الحي من صمت المسؤولين وعدم تحركهم لانجاز هذه المرافق المنعدمة و الضرورية. ليبقى سكان حي " الترايكية " ببلدية قورصو يعانون التهميش في انتظار تحرك السلطات المعنية لإلقاء نظرة أو التفاتة إليهم ترفع الغبن عنهم وتحسن مستوى ظروفهم المعيشية على الأقل.