يعد الازدحام المروري الخانق الذي تعاني منه العاصمة من أبرز المشاكل التي تعكر صفو المواطن الجزائري، حيث أن ذلك يؤثر على نفسيته ما يولد بداخله توترًا وقلقًا كبيرين هذا ما دفع بالبعض اللّجوء إلى الدرّاجات النارية كوسيلة نقل تعوض السيارة· بعد أن كانت الدراجات النارية تقتصر على الشباب أصبحت الآن مطلب الكثيرين كالسيد (أ·ل) الذي ذهب للقول إنه يعتمد عليها في تنقلاته فهي تريحه من عناء كثرة طلبات عائلته للتنزه والتبضع فهو يشعر براحة واستقلالية بعد أن كان مقيدا· أما السيد (س· م) وهو شاب في ال 27 من العمر فيشجع الاعتماد على الدراجات النارية، ففي عز الازدحام يجد نفسه حرا مقارنة بأصحاب السيارات العالقة فيه، كما أنها تمنح شعورا خاصا يختلف عن باقي وسائل النقل الأخرى وهذا ما شجع على تزايد الإقبال عليها· وفي سياق مغاير اختلف الشاب (م· أ) عن سابقيه بالقول إنه يرى في هذه الوسيلة البسيطة الأمل الذي فتح أبوابه له فبعد أن عانى لسنوات من البطالة أصبح اليوم يعتمد على الدراجة النارية لتوصيل طلبات الزبائن لأنه يشتغل في أحد مطاعم الأكل السريع، حيث يشهد هذا النوع من الخدمات نشاطا كبيرا خاصة مع اقتراب الموسم الصيفي الذي تعتمد فيه العائلات الجزائرية على هذا النوع من الأكلات بشكل كبير· لكن لم يقف اعتماد الشباب خاصة عليها كوسيلة نقل أو مصدر رزق فقط بل أصبحوا يشكلون مجموعات تقوم بالمناورة والاستعراضات في شوارع العاصمة وهذا ما لاحظناه في درارية التي كانت لدقائق مسرحا عرض فيه مجموعة من الأصدقاء مهارتهم في قيادة الدراجات النارية في جو يعبر عن تحدي ومنافسة بينهم فكل يترجم أسلوبه الخاص دون أي إحساس بالخطر الذي قد ينجم عن مثل هذه التصرفات الطائشة·