في الجزء الأوّل من الحوار الحصري المطوّل معه، يتحدّث النّجم الأمريكي لاندون دونوفان لموقع (الفيفا) عن بداية مسيرة فريقه غلاكسي في منافسات الدوري الأمريكي للمحترفين هذا الموسم، مسلّطا الضوء على هيمنة الأندية المكسيكية على دوري أبطال أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي، إضافة إلى تعيين يورغن كلينسمان مدرّبا جديدا لمنتخب الولايات المتّحدة، علاوة على شغفه الكبير بكأس العالم عن موقع (الفيفا). * لا شكّ في أن العديد من الأندية عبر العالم تتمنّى أن تضمّ في صفوفها ما يزخر به لوس أنجلس غلاكسي من مهاجمين متميّزين، هل يعني ذلك أن فريقكم يسعى جاهدا هذا العام إلى خطف لقبه الثاني في الدوري الأمريكي للمحترفين؟ ** في دورينا وخاصّة في لوس أنجلس هناك مالك ملتزم بالفوز مع تقديم منتج مثير للاهتمام، كرة القدم تحظى بأكبر قدر من الشعبية في مختلف أنحاء العالم أمّا هنا فإننا ما زلنا نحاول بناء اللّعبة على طريقتنا، وبالتالي فإننا بحاجة إلى منتج مثير للاهتمام من شأنه أن يحفزّ النّاس على صرف الأموال للاستمتاع به. نحن محظوظون لأن مالك النّادي ومدرّب الفريق ملتزمان بذلك، وهذا يوّفر لي فرصة الاستمتاع فوق أرضية الملعب، إذ ألعب في الهجوم إلى جانب بعض من أعظم اللاّعبين وأمهرهم· * بالنّظر إلى سير الأمور في منافسات الموسم الحالي من دوري أبطال أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي يبدو أنكم لم تحقّقوا البداية المثالية التي كنتم تتطلّعون إليها، ما سبب ذلك حسب رأيك؟ ** كان الأمر صعبا، إن مستوى فريقنا أفضل بكثير من ذلك الذي أظهرناه، من دون أدنى شكّ وأعتقد أن سبب ذلك يرجع بشكل كبير إلى غيابي أنا وروبي كين منذ بداية التحضيرات التي سبقت الموسم· لقد كان الفريق مفكّك الخطوط في مستهلّ مشواره، وقد انعكس ذلك على أدائه فوق أرضية الميدان. لم نلعب على نحو سيّئ، لكن هذا الدوري يسوده التكافؤ بين الفرق المشاركة، وبالتالي إذا لم تكن في أفضل حالاتك فإنك قد تخسر بسهولة أمام خصم يلعب جيّدا. في هذه المنافسات لا يوجد فريق مثل مانشستر يونايتد أو برشلونة يمكنه أن يلعب على نحو سيّئ ويفوز في نهاية المطاف بهدفين أو ثلاثة، إذا لم تكن في يومك فإنك مرشّح للخسارة، وهذا ما حصل لنا في بداية الموسم· * تأهّل مونتيري مرّة أخرى إلى كأس العالم للأندية بعد مواجهة مكسيكية-مكسيكية ضمن نهائي دوري أبطال أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي، ممّا يعكس سيطرة جيرانكم الجنوبيين على هذه المسابقة، إلى أيّ حدّ يمكن القول إن أندية الولايات المتّحدة آخذة في تقليص هذه الهوة؟ ** إننا نقترب شيئا فشيئا، لكن هناك واقعا يجب مراعاته· إن فريقنا يُعتبر حالة استثنائية، إذ لا تتجاوز الميزانية الإجمالية لأغلب أندية الدوري الأمريكي للمحترفين ثلاثة إلى أربعة ملايين دولار، أمّا في المكسيك فإن ميزانية بعض الأندية تتراوح بين 20 و30 مليون دولار. والحقيقة أن الفرق التي تدفع أعلى الأجور للاّعبين هي التي تفوز عادة، إننا نتحسّن شيئا فشيئا، إذ بات دورينا ملتزما باستثمار مزيد من الأموال، لكن هذا مشروع تجاري بالنّسبة للمستثمرين، ممّا يعني أنهم مطالبون بشيء من الذكاء والدهاء، كما أن بعض الأندية حقّقت إنجازات باهرة وتمكّنت من الارتقاء إلى الأعلى رغم قلّة مواردها. ففي العام الماضي كان ريال سولت ليك قاب قوسين أو أدنى من التفوّق على مونتيري، إذ كانت تفصله أقلّ من 45 دقيقة للتأهّل إلى كأس العالم للأندية، إنها مسألة وقت ليس إلاّ، وبما أننا نواصل تقدّمنا فإننا راضون على سير الأمور· * هل تعتقد أن غالاكسي يوجد في الوضع المثالي لتقليص الفارق؟ ** نعم، شريطة أن يكون فريقنا في أفضل حالاته، فنحن نملك عددا كافيا من اللاّعبين الموهوبين الذين من شأنهم حسم المباريات وتسجيل الأهداف· فمن بين الأسباب الكامنة وراء بدايتنا المتعثّرة هذا العام هو غياب المدافع الأوسط عمر غونزاليز الذي ربما يُعتبر أفضل لاعب في تشكيلتنا، وأعتقد أننا دفعنا ثمن ذلك غاليا· فقد دخلت مرمانا أهداف مبكّرة من الممكن تفاديها، كما استقبلنا أهدافا أخرى لا أعتقد أنها كانت ستُسجّل في شباكنا لو كان عمر حاضرا، وبالتالي أعتقد أن فريقنا يملك فرصا وافرة لكي يبلي البلاء الحسن إذا كان في أفضل حالاته· * دعنا نتحدّث عن المنتخب الوطني قليلا، في أريك ما الذي يسعى يورغن كلينسمان إلى تحقيقه في الولايات المتّحدة؟ ** إن أهدافه واسعة، إنه يريد تحقيق التقدّم وهذا شيء نستوعبه جيّدا نحن الذين أمضينا سنوات طويلة في الملاعب، إنه يسعى إلى تقدّم مستمرّ، سيكون من غير الواقعي أن ينتظر النّاس منّا التتويج بكأس العالم 2014، صحيح أننا حقّقنا بعض النتائج المتميّزة خلال السنوات العشر الماضية، لكن الفرق الكبرى تحقّق ذلك بشكل متواصل، وهذا بالضبط ما نطمح إليه. إن يورغن مصرّ أشدّ الإصرار على الدّفع بنا إلى الأمام وإخراج كلّ ما في جعبتنا، وأعتقد أن ذلك كان في مصلحة الكثير من لاعبينا· كانت الأمور تسير على نحو بطيء في البداية، لكنّي أعتقد أن اللاّعبين بدأوا يتأقلمون الآن وأصبحوا يستوعبون جيّدا ما يطلبه منا، وبالتالي فإن الأمور باتت تسير من حسن إلى أحسن· * عندما تقول إنه يحثّكم على إخراج كلّ ما في جعبتكم، فهل تقصد بذل مزيد من الجهد بدنيا أم ذهنيا أم من النّاحيتين معا؟ ** على المستويين معا، أعتقد أن ما يريده هو رفع سقف التحدّيات أمام اللاّعبين، خاصّة الشبّان منهم، حتى لا يكتفوا بالمستوى الذي بلغوه حتى الآن· إذا قدّمت أداء جيّدا خلال الموسم الماضي فما المانع من تقديم مستوى أفضل هذا الموسم؟ واصل بذل الجهود ولا تتوقّف، وإذا أبليت البلاء الحسن في مباراة الأسبوع الماضي عليك أن لا تكتفي بذلك، بل حاول أن تقدّم أداء أحسن في المباراة التالية· أمّا فيما يخص اللّياقة البدنية فإن يورغن يصرّ على هذه النقطة في جميع المعسكرات التي خضناها حتى الآن، إنه يقوم بكلّ ذلك على نحو إيجابي، وأعتقد أننا بدأنا نقف على فوائد كلّ ذلك· * كيف هي علاقتك معه على الصعيد الشخصي، علما أنك غبت عن مباراتين بداعي المرض والإصابة؟ ** إنني أعرف يورغن منذ زمن طويل وأعتقد أن هناك احتراما متبادلا بيننا، لقد كان تعيينه خبرا سارا بالنّسبة لي بحكم علاقة الصداقة التي تربطنا، أعتقد أن لدينا نفس التصوّر عن كرة القدم، بل إننا ننظر إلى العالم بنفس الطريقة فنحن الاثنان نؤمن كثيرا بالطاقة الإيجابية الكامنة في الإنسان. إن يورغن يريدنا أن نتحلّى بالثقة اللاّزمة، وأن نكتسب القدرة الكافية للتعبير عن أنفسنا، إننا بحاجة إلى مهاجم مبدع، فقد أصابني الإحباط لأنّي لم أتمكّن من الانضمام إلى الفريق خلال مدّة ليست بالقصيرة، لكنّي أتطلّع إلى نيل فرصتي من أجل العودة واللّعب مجدّدا مع المنتخب الوطني· * إلى أيّ حدّ أنت متفائل بحظوظكم في التأهّل إلى البرازيل 2014؟ ** ليس من السّهل أبدا التأهّل عن منطقتنا، ربما يعتقد أشخاص كثيرون عبر العالم أن هذه مهمّة سهلة في منطقتنا لكنها ليست كذلك في واقع الأمر، لقد كانت وما زالت وستبقى صعبة جدّا، لكن الهوّة في عالم كرة القدم أصبحت تضيق شيئا فشيئا خلال الأعوام الأخيرة، بينما بات مستوى المنتخبات يتحسّن رويدا رويدا. ففي السابق كنّا نواجه السلفادور في التصفيات مثلا وكان 22 من لاعبي منتخبها الثلاثة والعشرين يلعبون في الدوري المحلّي، أمّا الآن فربما تجد ثمانية يلعبون في السلفادور واثنين في المكسيك وثلاثة في الولايات المتّحدة والبعض في كوستاريكا أو في أيّ مكان آخر. إن الفرق بدأت ترتقي شيئا فشيئا وأصبح مستواها يتطوّر على نحو تصاعدي، هكذا هي حال كرة القدم اليوم، أنا متأكّد من أن النّاس يرون ذلك في أوروبا، حيث تحقّق بعض البلدان الصغيرة نتائج غير متوقّعة أمام القوى العظمى، وأعتقد أن هذا التوجّه سيتواصل مادام العالم يصغر شيئا فشيئا· * ما الذي يجعل من كأس العالم بطولة خاصّة بالنّسبة لك؟ ** أعتقد أنه بالنّسبة للأمريكيين في سنّي فإن تلك البطولة تمثّل الشيء الوحيد الذي كنّا نعرفه عن كرة القدم في السابق· فعندما كنت صغيرا كانت هناك أربع قنوات تلفزيونية ولم تكن أيّ محطّة أمريكية تبثّ مباريات كرة القدم أبدا، وبالتالي فإنني لم أشاهد أيّ مباراة في كرة القدم عندما كنت صغيرا ولم تتح لي أبدا الفرصة لمعاينة نجوم العالم في اللّعبة، لم أكن أشاهد مباريات دوري أبطال أوروبا ولم أكن أشاهد الدوري الإنجليزي الممتاز، كما لم أشاهد الدوري الإسباني، لم تكن لديّ أيّ فكرة عن كلّ ذلك، لكن بطولة كأس العالم كانت بالنّسبة لنا الفرصة الوحيدة لمشاهدة كرة القدم ومن هنا انطلق حلمي، فمنذ ذلك الوقت أصبحت أقول في قرارة نفسي: حسنا، هذا هو الحدث الأهمّ، هذا بالضبط ما أريد أن أبلغه، وهذا بالضبط ما جعل هذه البطولة خاصّة بالنّسبة لي· أنا معجب بالرياضة كثيرا، ولقد أتيحت لي الفرصة لخوض كأس العالم ثلاث مرّات، ولا شكّ في أن تلك المحطّات كانت الأكثر استثنائية في مسيرتي· * ختاما، حدّثنا قليلا عن نفسك واخبرنا بشيء لا يمكن أن نجده على الأنترنت.. ** أعتقد أن كثيرا من النّاس لا يعرفون أنّي نصف كندي، فقد كان بإمكاني أن ألعب للمنتخب الكندي في وقت من الأوقات، كما أن أبي كان دائما يسرّ لي برغبته في رؤيتي لاعبا على ملاعب الهوكي، لكن حظوظي في ممارسة تلك اللّعبة كانت ضئيلة لأنّي ترعرعت في جنوب كاليفورنيا المشمس·